بالفيديو.. مونديال الخليج.. مكاسب بلا حدود

مقال - ميدار.نت 16 نوفمبر 2022
Cover

مقال - ميدار.نت


تستعد المنطقة خلال أيام لاستقبال أضخم حدث كروي عالمي، كأس العالم لكرة القدم في قطر، والذي سيقام لأول مرة في الشرق الأوسط ويتمد قرابة الشهر، وتنتظر دول الخليج هذا الكرنفال الذي سيكون نافذة ليطلع شباب العالم أجمع على حقيقة التطور والنمو الذي تعيشه، ويعكس ثقافة المنطقة وشعوبها، حيث يتوقع أن يتجاوز إجمالي مشاهدات كأس العالم 3.6 مليار شخص في 193 دولة.

يتحدث البعض عن كلفة إقامة البطولة، وعائدها الاقتصادي، حيث تشير بعض الاحصائيات أن الدوحة أنفقت مبالغ ضخمة وبشكل مبالغ فيه، قُدّر بما يقارب 220 مليار دولار في استعداداتها للبطولة، التي امتدت لاثني عشر عاماً، مقارنة ببضعة مليارات أنفقتها الدول المنظمة التي سبقتها، وعوائد متوقعة بين 10 و17 مليار دولار، إلا أن هذه النظرة قد تكون مجحفة نسبياً، فالمبالغ المُنفقة تشمل بُنية تحتية جديدة بالكامل، وفنادق وميترو وملاعب وصالات ومنتجعات ووجهات سياحية، كل ذلك سيبقى وستستفيد منه الدوحة لأجيال قادمة.

وبالإضافة إلى الدعاية الكبيرة التي تقدمها البطولة، إلا أن العائد الاقتصادي سيفتح آفاق جديدة، حيث تتطلع المنطقة لأن تكون الوجهة السياحية الأولى في السنوات الثلاثين القادمة، فالفائدة لن تكون محصورة بدولة قطر، فدول الخليج خاصة المملكة العريية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تستعد لأن تستحوذ على حصة ثمينة غير مباشرة من عوائد البطولة.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، منذ أن فازت الدوحة بالاستضافة، استوردت ما تحتاجه من مواد بناء وسلع من دول الخليج تخص البطولة بـ6 مليار دولار على الأقل، نصيب السعودية والإمارات منها 83٪؜، كما أن الفنادق في الإمارات والمنطقة الشرقية السعودية بلغت نسبة اشغالها طاقتها القصوى، وكما أن شركات الطيران الخليجية زادت من رحلاتها، وارتفعت توقعات أرباحها بشكل استثنائي، حيث ستكون عدد الرحلات من السعودية إلى قطر ما يقارب 60 رحلة يومياً، ومن الإمارات ما يقارب 40 رحلة، حيث يتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 1.5 مليون شخص، ولذلك شاهدنا تأشيرات استثنائية، وقرارات ترحيبية للزوار بهذه المناسبة، استعداداً لاستضافة مئات الآلاف من الزوار، وبالتالي انتعاش أكبر لجميع القطاعات الاستهلاكية.

في النهاية، يجب أن نتذكر بالطبع أن الهدف من إقامة كأس العالم ليس استثمارياً، ولم يُنتظر منه أبداً أن يكون ذا عائد مجدي، بل هو فرصة لتعريف العالم بتلك الدول وشعوبها، بل والأهم تصحيح المفاهيم الخاطئة عنها، ومن ثم يكون لبنة من ضمن لبنات، لبناء وجهة سياحة مفضلة، وقوة ناعمة لطالما تجاهلناها.

جهاد العبيد - المحلل السياسي والاقتصادي

 

 

#مقالات_ميدار

جهاد العبيد يكتب لمنصة ميدار عن المونديال من زوايا الاقتصاد والسفر والسياحة ومكاسب الدول الخليجية

لحظة من فضلك.. المونديال ليس اقتصاد فحسب.. بل هو فرصة لتعريف العالم أكثر بهويتنا وثقافتنا وتصحيح بعض الصور النمطية المغلوطة

#كأس_العالم_2022pic.twitter.com/bXKDGIPgVC

— midar.net | ميدار.نت (@MidarNet) November 16, 2022