بالفيديو.. زلزال FTX

مقال - ميدار.نت 14 نوفمبر 2022
Cover

مقال - ميدار.نت


بشعره المنكوش وسرواله القصير، سام بانكمان-فريد، الرئيس التنفيذي لشركة FTX كان أحد فرسان صناعة التشفير. قام خلال هذا العام بعدة عمليات انقاذ لشركات تشفير متعثرة بما في ذلك فوياجر ديجيتال وبلوك فاي. شهدت هذه السنة انخفاضات حادة في قيم الأصول الرقمية التي لم تثبت جدارتها كملاذ ضد التضخم كما كان يُزعم. 
فقدت قيم العملات المشفرة السوقية ما يقارب اثنين تريليون من الدولارات وذلك بعد ان بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي بإزالة كميات السيولة الهالة التي كان يضخها ابان فترة الجائحة. 
هذا العام شهد فقدان الثقة في شركات سوق التشفير وذلك بعد انهيار صندوق التحوط "ثري اروز كابيتال" ثم مقرض العملات المشفرة سيلسيوس ثم كارثة العملتين المستقرتين تيرا ولونا. ومع هذا كان السيد سام بانكمان- فريد يصر بأن FTX هي في أفضل وضع. 
نقطة البداية كانت العام الماضي عندما باعت بينانس، منافستها واكبر مستثمر فيها حصتها مقابل 2.1 مليار دولار من رمز FTT وهي العملة التي اطلقتها FTX. هناك خلاف في وجهات النظر بين تشانغ بينغ زهاو الرئيس التنفيذي لبينانس وسام بانكمان-فريد حول نهج تنظيم صناعة العملات المشفرة.
طفت مشاكل FTX الى السطح بعد تقرير من موقع كوين ديسك الذي يتابع اخبار التشفير اظهر ان الميزانية العمومية لشركة شقيقة هي الاميدا (شركة تداول) سبق ان أسسها السيد بانكمان مليئة بمليارات من عملة FTT.
أثار هذا التقرير تساؤلات حول مدى تعرض الاميدا وFTX الى هذه العملة التي لا يمكن اعادتها الى نقد بسهولة. وطالما كانت العلاقة بين الاميدا وFTX غير واضحة وغير شفافة. أعقب ذلك عمليات سحب كبيرة فيما يشبه ما يحدث عند افلاس البنوك. 


2 / 3
يعتبر اقتران شركة تداول مع بورصة امراً محفوفاً بالمخاطر. واهم هذه المخاطر هو امن وسلامة اموال العملاء. يجب ان لا يختلط هذان النوعان من الاعمال ببعض. ولكن بالطبع عالم التشفير ليس به قواعد ولا يخضع للتنظيم. ورغم ان الشركتين منفصلتين الا ان أصول الاميدا مرتبطة بعملة FTT التي اخترعتها FTX وهذا كما ذكر موقع كوين ديسك يثير كثير من الشكوك حول سيولة الشركة.

ثم ساءت الأمور أكثرعندما قرر الرئيس التنفيذي لشركة بينانس تصفية ما يقرب من 530 مليون دولار من عملة FTT اعقبها عمليات ذعر تسابق فيها العملاء لسحب نحو 6 مليارات دولار على مدى 72 ساعة.
انخفضت قيمة FTT 32 بالمئة ثم ارتفعت بعد ان قال بانكمان بأن بينانس ستشتري FTX مما قد ينقذها، ولكن بعد 24 ساعة غيرت بينانس رأيها وانسحبت من الاتفاق الغير ملزم. زادت الشكوك وظهرت اقوال عن احتمال تحقيق فيدرالي. الاخبار أدت الى مزيد من التدهور- فقد السيد بانكمان 94 بالمئة من ثروته في يوم واحد. تقدمت FTX بطلب افلاس. 
هناك تقرير من رويتر يشير الى ان هناك عوامل أخرى تتعلق بقيام بانكمان بتحويل أموال العملاء من FTX الى الاميدا دون اخبار أي شخص بعد ان تعرضت الاميدا الى خسائر فادحة. 
بينما تتكشف الحقائق بالتدريج فإننا امام حالة افلاس سيدرسها التاريخ. هذا الإفلاس يساوي في المكانة فضيحة افلاس شركة انرون وبنك ليمان برذرز. 
سبق وان قيل ان الفائدة العظيمة للعملات المشفرة هي اللامركزية وتحرر النقود من مركزية الدولة والمنظم ولكن هؤلاء لا يقرؤون تاريخ الاقتصاد فقد كانت النقود تصدر بدون تنظيم وبسبب كوارث مثل هذه جاء التنظيم ليحمي الافراد والنظام المالي من الاحتيال والغش والتجاوزات. 
ان أي أداة نقدية هي شكل من اشكال الائتمان، وسوف ينطوي الائتمان دائماً على أخطار. البنوك المركزية والمنظمين هم من يراقب وينظم هذه لمخاطر وهم من لديه المصادر والسيولة بدل ترك الامر بيد شركة او شخص ليتجنب المودعون والمستثمرون والمقرضون الخسائر. 


3 / 3
قد لا تكون البنوك المركزية منزهة من الأخطاء ولكنها بالتأكيد أفضل من عدم وجود منظم او مراقب لصناعة مثل التشفير التي هي في قمة هرم الأصول الخطرة. 


حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

#مقالات_ميدار

حسين القمزي يكتب لمنصة ميدار عن زلزال FTX وتفاصيل الانهيار الكبير

المقال لا يرصد الأحداث فقط بل يحلل ما فعله صاحب "الشعر المنكوش والسروال القصير" #سام_بانكمان

"نحن أمام حالة إفلاس سوف يدرسها التاريخ والبنوك المركزية في الدول تحمي من فوضى العملات الرقمية" pic.twitter.com/I9BYEXYZCu

— midar.net | ميدار.نت (@MidarNet) November 15, 2022