التربية السلبية.. 8 أساليب تفسد حياة الطفل بدل تصويبها

ميدار.نت - دبي
التربية السلبية
الطفل
22 نوفمبر 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

يحرص الأهل على تربية الأبناء ليبنوا منهم أشخاصاً ناجحين، واثقين من أنفسهم، يسعون لتحقيق أهدافهم، ولكن قد يخطئ البعض في طريقة التربية، ليتحول أسلوبهم إلى نمط خاطئ يؤذي الأبناء بدل إفادتهم، ما يسمى بالتربية السلبية.

 

أساليب التربية السلبية ونتائجها على الطفل

يتبع بعض الآباء أنماطا من التربية السلبية دون التفكير في صحتها، أو إدراك عواقبها، وهذه قائمة ببعض الأساليب المتبعة:

_ الحماية الزائدة، نتيجة الخوف على الطفل، حيث يقوم الأهل بمهامه نيابة عنه، أو التحدث بلسانه إذا وجه أحدهم سؤالا له، أو الدفاع عنه إن تعرض للإساءة، فينمو الطفل اتكاليا ضعيف الشخصية، غير قادر على تحمل المسؤولية، وتقل ثقته بنفسه، ويظن أن غيره أقدر على اتخاذ القرار بدلا عنه، ما يؤدي غالباً إلى فشله دراسيا ومهنيا.

_ التسلط والسيطرة، وهنا يمنع الآباء الطفل من القيام بنشاطاته المفضلة دون مبرر، حتى وإن كان لا ضرر منها، ويجبرونه على القيام بما يحددونه فقط، دون تفكير بما إذا كان يناسب قدرات الطفل أم لا. وينتج عن هذا الأسلوب طفل عدواني، فاقد الثقة بنفسه، ويصبح عندما يكبر شخصا قلقا حساسا، يميل للخضوع للآخرين، ويكون غير قادر على إبداء رأيه، أو الإبداع في عمله.

_ التفرقة بين الأبناء، وعدم العدل والمساواة بينهم، في اللباس أو الطعام أو الاهتمام أو الحب، ما يولد لدى الطفل شعورا بالكراهية تجاه الآخرين، ويصبح شخصا أنانيا محبا للتملك، دون الاهتمام بحقوق غيره.

_ المقارنة، حيث يظن الآباء أن مقارنة طفلهم بآخر يحفزه على أن يكون أفضل، دون إدراك الفروق الفردية بين الأطفال، وأن ذلك يسيء لشخصية طفلهم، ما يؤدي لشعوره بالدونية، ويكبر محاولا تقليد الآخرين، دون أن يسعى للنجاح بقدراته.

_ الإهمال، وهنا يترك الأهل طفلهم دون محاسبة، ليفعل ما يحلو له، ويسخرون من تصرفاته ولا ينتبهون لما يقوله، فتظهر اضطرابات سلوكية لديه، كالاعتداء على الآخرين أو السرقة، ويتميز بالعناد للفت الانتباه، وقد يقع اختياره على الشخص الخاطئ الذي قد يسبب الأذى الشديد له.

_ التساهل والدلال الزائد، حيث يلبي الأهل رغبات الطفل، ظناً أنها الطريقة الأفضل لإثبات حبهم له، فيشعر أنه قادر على تحقيق كل ما يرغب، ولكنه ينصدم بالواقع عند مواجهة المجتمع، فيجد القوانين التي تفرض عليه تصرفاته، ما يجعله يعاني في تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، وفاشلا مواجهة مشاكل الحياة.

_ الإيلام النفسي، بإشعار الطفل بالذنب، والتقليل من شأنه، ونقده مهما فعل، فيصبح الطفل مترددا، وعندما يكبر يكون انطوائيا قليل الثقة بنفسه، ويتصف بتعظيم الآخرين، وتحقير ذاته.

_ التهديد والعقاب البدني، وهو أسوأ الأساليب، حيث يهدد الأهل الطفل بالضرب إذا أخطأً، وقد يضربونه فعلا، ما يخلق طفلا عدوانيا كثير المشاكل، يلجأ للشجار رغبة في الانتقام، أو يصبح انطوائيا، لخوفه وقلة ثقته بنفسه، أو قاسيا عنيفا متقمصا لشخصية أحد والديه.

 

لماذا يتبع بعض الأهل أساليب التربية السلبية؟

تعود أسباب اتباع الأهل أساليب التربية السلبية إلى موروثاتهم ومعتقداتهم، وفقاً لما تربوا عليه، فيقلدون آباءهم فيما فعلوه، لظنهم أنها الطريقة الأمثل، إضافة إلى تأثير المستوى التعليمي والاقتصادي والاجتماعي للوالدين، والذي يلعب دورا كبيرا في رؤيتهم للتربية الصحيحة.

 

علاج التربية السلبية وبدائلها

من الصحيح الاعتراف بوجود مشكلة من قبل الأهل، للنجاح في الخروج من دائرة التربية السلبية التي تفسد حياة الطفل بدل تصويبها. من أهم النصائح في هذا السياق:

_ إدراك الأهل رد فعلهم تجاه تصرفات الطفل، واستخدام استراتيجية تصويب الفعل مع الشرح، والعقاب الإيجابي وليس البدني أو اللفظي في حال الخطأ.

_ تشجيع الطفل إذا تصرف بطريقة جيدة، بكلمات المديح، أو بشراء شيء يحبه كمكافأة.

_ فهم الأهل لعواقب تصرفاتهم، ونتائجها على نفسية وشخصية الطفل، وأنه سيصبح شخصا معقدا في حال اتباع أساليب التربية السلبية.

_ معرفة قدرات الطفل، وطبيعة شخصيته، فيجب عدم مقارنته بغيره، وعدم تحميله مهام لا يستطيع إنجازها، لتجنب شعوره بالخيبة.

_ محاولة تطوير نقاط الضعف لدى الأهل، ولدى الطفل أيضا.

 

أخبار قد تهمك:

الشخصية التجنبية.. عندما يتفادى الإنسان التجارب خشية الفشل

الطفل بعمر 12 سنة .. لماذا على الوالدين الابتعاد عن الترهيب