مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

يعتبر البحر الأحمر مسارًا رئيسيًا للتجارة العالمية، خاصةً لإمدادات الطاقة فهو يوفر أقصر رابط بحري بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، مما يجعله ممرًا حيويًا للشحن بين أوروبا وآسيا وأفريقيا.

   تُمر ربع التجارة العالمية تقريباً عبر قناة السويس، المتصلة بالبحر الأحمر . يشمل هذا نسبة كبيرة من تجارة النفط والغاز العالمية.

الاضطرابات الحالية في مسار البحر الأحمر ادت إلى تحويل في مسارات الشحن، مما يزيد من المسافات وأوقات السفر، وهذا يؤدي بالا إلى ارتفاع تكاليف الشحن، مما قد يؤثر على أسعار السلع و التضخم العالمي. 

  تقريباً كُل الدول التي تعتمد على الواردات والصادرات عبر هذا المسار ستواجه تأخيرات محتملة في استلام البضائع وارتفاع تكاليف النقل، مما يؤثر على اقتصاداتها وموازين تجارتها. وهذا لايقتصر فقط على دول أوروبا و تجارتها مع اسيا بل بالضرر سيطال دول المنطقة العربية. 

تعتمد دول مثل السعودية والسودان ومصر والأردن والإمارات ودول الخليج الأخرى بشكل كبير على البحر الأحمر لصادراتها ووارداتها. تصدر هذه الدول كميات كبيرة من النفط والغاز وغيرها من البضائع عبر هذا المسار. ويمكن أن يؤثر أي اضطراب على عائدات صادراتها واستقرارها الاقتصادي. 

مصر مثلاً تعتمد بشكل كبير على ايرادات قناة السويس التي تشكل 2٪؜ من الناتج القومي الاجمالي للدولة. الاضطرابات في حركة المرور في البحر الأحمر قد تؤثر بشكل كبير على اقتصادها.

بالنسبة لدولة مثل السعودية ، تعطيل أو تحويل طرق البحر الأحمر قد يؤثر على تطوير مدينة نيوم بطرق متعددة. فقد يؤدي انقطاع الطرق البحرية  إلى تأثير مؤقت على جاذبية المشروع للمستثمرين والشركات التي تعتمد على التجارة البحرية، ويمكن أن يؤدي إلى تأخيرات وزيادة في تكاليف الشحن. كما قد تتأثر السياحة في نيوم بشكل سلبي إذا ارتفعت المخاطر الأمنية أو التوترات الإقليمية. بالإضافة إلى ذلك، قد يواجه البناء والتطوير في نيوم تحديات بسبب تعطيل سلسلة التوريد للمواد والمعدات، مما يؤدي إلى بسبب تأخير في المشروع وزيادة في التكاليف.

كما يعتبر مسار البحر الأحمر حاسمًا لنقل النفط من الشرق الأوسط إلى الأسواق العالمية. يمكن أن تؤدي الاضطرابات إلى تقليل العرض وزيادة عدم اليقين في سوق النفط.

  غالبًا ما تؤدي هذه الاضطرابات إلى ارتفاع أسعار النفط على مستوى العالم، مما يؤثر على أسواق الطاقة والأوضاع الاقتصادية في جميع أنحاء العالم.

  الأهمية الاستراتيجية لمسار البحر الأحمر تجعل من هذا الممر مكاناً  للتنافس في الصراعات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مما قد يجذب العديد من القوى الإقليمية والعالمية في المنطقة فهناك الان قاعدة عسكرية امريكية وصينية في جيبوتي تفصلهما عن بعض 6 كيلومترات فقط . ان استقرار هذا الممر البحري ضروري للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي العالمي وتوازن القوى في المنطقة.

خلاصة القول، إن دور مسار البحر الأحمر في التجارة العالمية، وبخاصة في قطاع الطاقة، حاسم. يشير تأثيره على اقتصادات الشرق الأوسط والسوق العالمي بأكمله، لا سيما من حيث تدفق النفط والأسعار، إلى ضرورة الحفاظ على الاستقرار والأمان في هذه المنطقة. لا تؤثر الاضطرابات على اقتصادات المنطقة فحسب، بل لها القدرة على إحداث تحولات كبيرة في ديناميكيات التجارة العالمية وأسواق الطاقة.

#وثائقيات_ميدار

من ذاكرة الثورة السورية..
الزعيم الوطني استنجد بجلاده النائب العام الفرنسي، مستحلفاً إياه بشرفه العسكري أن يجيب عن هذا السؤال: أي محامٍ ستختاره للدفاع عنك لو كنت مكاني؟ pic.twitter.com/VRvWdgxLYz

— Midar (@Midarnews) January 16, 2024