بقلم: سحر الزارعي

‏العيد الوطني لدولة الإمارات .. من أكبر المناسبات توهّجاً وحضوراً على مستوى الشرق الأوسط وليس الخليج العربي فقط. فهذه الدولة الشابة ذات تجربةٍ حضاريةٍ لا تتشابه مع غيرها ! هل تعلمون أن نسبة الوافدين العرب والأجانب الذين يعشقون هذه الأرض حقاً (قولاً وفعلاً) كبيرة جداً وتتزايد بشكلٍ نادرٍ في هذا العصر ! وتجدونها ساطعةً للعيان خلال الاحتفالات بهذا العيد الذي أصبحت رمزيتهُ تكتسبُ زخماً وقيمةً أكبر كل عام.

‏مواطنو دولة الإمارات من أسعد شعوب العالم، ومن أسباب ذلك الرؤية الاستشرافية العبقرية للمؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وقادة الاتحاد السائرين على منهجه، حفظهم الله، التسلّح بالعلم والمعرفة والسفر عبر الزمن للمستقبل بأدواتٍ مبتكرة بينما الآخرين يعيشون الحاضر ! الاهتمام بجودة العقل كان رقماً صعباً ميَّز المواطن الإماراتي عن غيره حتى من الناجحين .. إذن علينا أن نعترف أن التفوق في إدارة العلاقة مع المستقبل من أهم أسرار ريادة الإمارات إقليمياً وعالمياً.

‏ما أريد لفت النظر إليه هو أمرٌ على قدرِ من الضرورة، لتأثيره في قولبة مفهوم عيد الاتحاد ورمزيته لدى الأجيال الصاعدة، إن الاحتفاء بالتراث والتقاليد وكل الموروثات الإماراتية الأصيلة، والعناية بمُكوّنات الهوية الوطنية، من أساسيات الاحتفال وأسس تجذير الانتماء، لكن حصر طقوس الاحتفال بهذه المظلة فقط غير منصفٍ بحق الدولة التي انحازت للمستقبل بعدما تفوّقت في الماضي وأجادت استثمار الحاضر. 

‏دولة الإمارات صديقة مُقرّبة من عوالم المستقبل، دولة مؤثّرة في الزمن القادم بكل تحدياته وحلوله وبناء حيوات بجودةٍ أعلى وسهولة أكبر ومشاكل أقل، وهي شريكة في ذلك لكبريات الأسماء العالمية في هذا الصدد. مئات التصريحات لشخصيات عالمية مؤثرة أقرّت أنها تشعر بالاقتراب من المستقبل عندما تقضي بعض الوقت في الإمارات .. أليس علينا أن ندمج ذلك في مفهوم الاحتفال بعيد تأسيس هذه الدولة الرائعة ؟