COP28 نقاشات دبي.. التوازن بين حلول التكنولوجيا العالية والواقع البيئي

مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي 04 ديسمبر 2023
Cover

مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

تتصدر دبي المناقشات العالمية الحاسمة وهي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، وهو مؤتمر الأمم المتحدة الأخير لقمة المناخ للأطراف. 

جمع هذا الحدث، زعماء العالم وخبراء البيئة معًا لمواجهة القضية الملحة المتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري، مع التركيز بشكل خاص على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28) لا يقتصر فقط على تحديد أهداف طموحة؛ يتعلق الأمر أيضًا بالتنقل في شبكة الحلول المعقدة المقترحة لتحقيق هذه الأهداف. أحد مجالات الخلاف الرئيسية هو دور تكنولوجيا احتجاز الكربون وتخزينه (CCS). ويرى المناصرون، بما في ذلك اللاعبين المهمين في صناعة الوقود الأحفوري وبعض خبراء التكنولوجيا، أن احتجاز وتخزين الكربون طريقة ثورية لالتقاط انبعاثات الكربون الصناعية قبل دخولها إلى الغلاف الجوي. بالإضافة إلى ذلك، هناك اهتمام متزايد بتقنيات الالتقاط من الهواء مباشرة (DAC)، والتي تهدف إلى إزالة الكربون الموجود بالفعل في الهواء.

مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

ويتجلى الالتزام بهذه التقنيات في الاستثمارات الكبيرة التي يجري القيام بها. على سبيل المثال، تقوم شركة إكسون بتمويل مشاريع كبرى لاحتجاز الكربون، ووعدت بتخفيضات كبيرة في الانبعاثات. وعلى نحو مماثل، تستكشف شركة الخطوط الجوية الأمريكية وشركة أوكسيدنتال بتروليوم ومقرها تكساس استراتيجيات مبتكرة لتعويض الكربون، بما في ذلك تصنيع طوب النفايات الحيوية الذي يمتص الكربون وخاصة تقنية DAC. 

يشير DAC، المرافق أو التقنيات المصممة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون (CO2) مباشرة من الغلاف الجوي. وتستخدم هذه المرافق العمليات الكيميائية لاستخراج ثاني أكسيد الكربون، والذي يمكن بعد ذلك تخزينه بأمان تحت الأرض أو استخدامه في تطبيقات مختلفة مثل الاستخلاص المعزز للنفط أو في إنتاج الوقود الاصطناعي. تعد مرافق DAC جزءًا من النهج الأوسع لالتقاط الكربون وتخزينه (CCS)، مع التركيز بشكل خاص على إزالة ثاني أكسيد الكربون الموجود من الغلاف الجوي، بدلاً من احتجازه من المصدر، كما هو الحال في محطات توليد الكهرباء. وتعتبر هذه التكنولوجيا أداة محتملة في مكافحة تغير المناخ، حيث يمكن أن تساعد في تقليل التركيز الإجمالي للغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ومع ذلك، ليس الكل مقتنعاً بذلك. يرى المنتقدون، بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية، أن التركيز على احتجاز وتخزين الكربون ولجنة المساعدة الإنمائية قد ينتقص من الاستثمار الضروري في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تشكل التكلفة المرتفعة لتقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه، وخاصة DAC، مصدر قلق آخر، كما أشار معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي والوكالة الدولية للطاقة. يؤكد بعض الخبراء على أهمية تقليل الانبعاثات عند المصدر بدلاً من الاعتماد على تقنيات الإزالة.

وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن دور احتجاز وتخزين الكربون في معركة تغير المناخ لا يمكن إنكاره. ويعترف خبراء من الفريق المؤيد لتكنولوجيا التقاط الكربون من الهواء  بإمكانات احتجاز وتخزين الكربون، وخاصة في القطاعات التي يصعب تخفيفها مثل إنتاج الصلب والأسمنت. وأن استخدام احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه واعد في إنتاج "الهيدروجين الأزرق"، وهو بديل للوقود منخفض الكربون.

وبالتالي فإن مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين يقف على مفترق طرق بين السياسة البيئية والابتكار التكنولوجي. في حين أن CCS وDAC يقدمان إمكانيات مثيرة، إلا أنهما ليسا حلاً سحريًا. وتسلط القمة الضوء على الحاجة إلى نهج متوازن يتضمن التكنولوجيا المتطورة والتركيز المتجدد على مصادر الطاقة المتجددة التقليدية.

 بينما يراقب العالم هذا الحدث المهم، فإن القرارات المتخذة في دبي يمكن أن تشكل مستقبل استراتيجيات المناخ لكوكبنا.