هل السير أثناء النوم مرض حقيقي وما علاقته بالإجهاد والتوتر

ميدار. نت - دبي
النوم
التوتر
الطب
الصحة
23 أبريل 2023
Cover

ميدار. نت - دبي

لا شك أنك تعرضت شخصياً أو رأيت شخصاً يعاني من تجربة السير أثناء النوم، وربما تكون تحدثت إليه وأجابك دون أن يتذكر أياً من ذلك في اليوم التالي. إنها حالة يعدها الأطباء مرضاً حقيقياً، يشار إليها بلغة الطب المعربة بـ"السرنمة"، كدمج لكلمتي "السير" و"النوم"، ويوصف المصاب بالمسرنَم، حيث يكتسب أثناء السرنمة صفات من النائم والمستيقظ على السواء، كما سنرى في هذا المقال.

 

أعراض الإصابة بمرض السير أثناء النوم

تحدث نوبات السير أثناء النوم عموماً أثناء الانتقال من المرحلة الثالثة إلى الرابعة من دورة النوم، أي خلال فترة النوم العميق، حيث يدخل الدماغ حالة تسمى بالاستفاقة المعلقة، وتبدو على المصاب الأعراض التالية:

_ الاستيقاظ والسير دون هدف واضح.

_ السير دون وعي لكن إلى جهة محددة، كالثلاجة أو باب المنزل.

_ يرد السائر أثناء نومه على من يكلمه لكن بشرود تام.

_ يمكنه إنجاز مهمات صعبة رغم عدم وعيه، كغسل الصحون أو تشغيل السيارة وقيادتها.

_ لا يتذكر المريض عند استيقاظه أي شيء مما فعله ليلاً.

_ قد تتصاحب هذه الأعراض مع تبول لا إرادي، خاصة عند الأطفال.

 

أسباب الإصابة بمرض السير أثناء النوم

من خلال تجارب أجراها أطباء الأمراض العصبية عبر جهاز تخطيط موجات الدماغ على مصابين بمرض السير أثناء النوم، بدا أن تنظيم الموجات القصيرة في الدماغ يغدو صعباً أثناء نوبة السرنمة، لذا لم يتمكنوا من تفسير الأمر بدقة، لكن من خلال الملاحظة، وجدوا أن الغالبية العظمى من المسرنمين الذين يختارون الذهاب إلى الطبيب ورثوا هذه العادة عن آبائهم أو أجدادهم أو أحد أقاربهم، فتم تحديد الوراثة كأحد الأسباب المؤكدة.

ويميل بعض الأطباء النفسيين إلى تفسير السير أثناء النوم بأنه نتيجة لحالة إجهاد جسدي، أو قهر نفسي شديد، ما يحيل إلى مجموعة حوادث جرت مع المريض خلال اليوم نفسه أو ضمن حياته عموماً، وقام بكبتها وإخفائها ما أدى إلى التنفيس عن انفعالاته خلال النوم.

 

من الأكثر إصابة بمرض السير أثناء النوم؟

حسب الإحصاءات الطبية العالمية، تحدث حالة السير أثناء النوم عند 5% من البشر، ويعد الأكثر عرضة للإصابة بها الأطفال بين عمر 4 إلى 8 سنوات، وبنسبة أقل، الأطفال بين عمر 8 إلى 12 سنة، في حين تتضاءل النسبة بين البالغين إلى نحو 2%.

 

مخاطر السير أثناء النوم

يعرض المصابون بمرض السير أثناء النوم أنفسهم لمخاطر عديدة محتملة، فبعضهم يستخدم أدوات حادة أثناء تقطيع الطعام وآخرون يقودون السيارة دون وعي ما يتسبب بحوادث مؤسفة، إضافة إلى العديد من الاحتمالات الأخرى التي تؤذيهم أو تؤذي من حولهم، ما يوجب زيارة الطبيب وإخضاع المريض للمراقبة.

 

علاج السير أثناء النوم وكيفية وقاية المصاب

لا يحبذ كثير من الأطباء استخدام الأدوية لعلاج مرض السير أثناء النوم، بل ينصحون أهل المصاب بإعادة توجيهه بلطف إلى السرير. لكن في حال تم الارتياب بحالة طبية كامنة ذات منشأ نفسي، فقد تساعد بعض مضادات الاكتئاب في التخفيف من الأمر، استناداً إلى وصفة طبية. يمكن اتباع التنويم المغناطيسي للمصاب بما يجعله في حالة ذهنية شديدة الاسترخاء.

ولوقاية المصاب بمرض السير أثناء النوم، لا بد من اتخاذ تدابير للسلامة في المنزل تتضمن هذه الإجراءات:

_ عدم ترك الأسلاك الكهربائية دون تثبيت إلى الحائط.

_ قفل الأبواب والنوافذ قبل النوم.

_ إضافة بوابة حول السلم إذا كان لديك غرفة نوم بالطابق العلوي، لمنع السقوط.

_ إبعاد أي أدوات حادة من الطريق.

_ تقليل التوتر في حياة المصاب عموماً، وعدم تعريضه للصراعات أو العنف. يمكن لحمام دافئ قبل النوم تقليل احتمالات السير أثناء النوم.

_ منع المصاب من تناول مشروبات تحتوي على الكافيين قبل النوم، لأنها تؤدي إلى تنبيه الجهاز العصبي المركزي.

 

أخبار قد تهمك:

يحرس ذكرياتنا ويرتبها... هكذا يعمل الدماغ أثناء النوم

الأرق... خاتمة يوم حافل بالضغوط والعادات الخاطئة