ميدار.نت - دبي
تزداد مخاطر الإصابة بهشاشة العظام مع التقدم في العمر، فالعظام تصبح أرق بمرور الأيام، وكثيرون لا يكتشفون الأمر إلا عند تعرضهم لكسور مؤلمة لأسباب خفيفة.

كيف تحدث هشاشة العظام؟
تتجدد العظام باستمرار، وتبلغ ذروة كتلتها خلال الثلاثينات من العمر، ثم تصبح هذه العملية أبطأ مع الوقت، بالتالي كلما اكتسب الإنسان كتلة عظمية أكثر خلال شبابه، وزادت كثافة العظام لديه، تنخفض احتمالية إصابته بهشاشة العظام في سن متقدم.
تحدث هشاشة العظام عادة عند النساء بعد انقطاع الدورة الشهرية في عمر 45-55 عاماً، وعند الرجال بعد عمر 65 عاماً، ونظراً لقلة الكثافة العظمية لدى النساء مقارنة بالرجال، تحدث هشاشة العظام لديهن أربع مرات أكثر من الرجال، لا سيما بسبب انخفاض مستوى هرمون الإستروجين الأنثوي خلال فترة الطمث.

العوامل المسببة لهشاشة العظام
تلعب القصة العائلية دوراً في الإصابة بهشاشة العظام، فإذا حدث لدى الأم أو الأب كسر للعظم بسبب اصطدام خفيف، عليك أن تكون حذراً لأن عظامك تكون قابلة للإصابة بالهشاشة عندما تكبر. كذلك تلعب عوامل التدخين وشرب الكحول وعدم ممارسة الرياضة دوراً في زيادة احتمالات الإصابة بهشاشة العظام، فضلاً عن أن نحافة العظام أساساً لدى البعض يشير إلى قلة النسيج العظمي والشحمي أيضاً، علماً أن هرمون الإستروجين الأنثوي يتخزن في النسيج الشحمي ويزيد من حماية المرأة من هشاشة العظام.
كما تساهم الحميات الغذائية القاسية التي تحتوي على كميات قليلة من الكالسيوم والفوسفور وفيتامين D في تقليل المناعة ضد هشاشة العظام، وتلعب بعض الأدوية التي تعالج فرط نشاط الغدد والربو دوراً سلبياً أيضاً، وكذلك الاستعمال المتكرر لمضادات الحموضة، فهي تحتوي على الألمنيوم الذي يساهم في طرح الفوسفور والكالسيوم من الجسم مسبباً نحافة العظام.

لماذا يستعمل الكالسيوم لمعالجة هشاشة العظام؟
يتحد الكالسيوم مع فيتامين D والفوسفور للحفاظ على حالة العظام أو التخفيف من سرعة تشكل المرض. يعطى فيتامين D مع الكالسيوم ليسرع من امتصاصه حتى يستطيع الجسم الاستفادة منه، ويحتاج الجسم إلى 400 وحدة من هذا الفيتامين يومياً، إلا أن تخطي الإنسان لسن الستين يجعله بحاجة إلى 800 وحدة يومياً من فيتامين D، مع العلم أن التعرض للشمس ربع ساعة كل ثلاثة أيام كفيل بأخذ مريض هشاشة العظام كفايته من هذا الفيتامين.

ما الغذاء اليومي الواقي من هشاشة العظام؟
تحتوي كثير من الأطعمة على الكالسيوم، فإذا تناولت ثلاث أو أربع حصص منها كل يوم تكون حصلت على كفايتك وضمنت تجنب هشاشة العظام، ومن هذه الأطعمة الحليب ومشتقاته والسردين والتونا، والسلمون والسبانخ والبروكولي، والبقدونس والملفوف والتين، وعصير البرتقال مضافاً إليه الكالسيوم، وإذا كنت لا تتناول هذه الأطعمة، فأنت بحاجة إلى مكملات الكالسيوم مع فيتامين D.
بعض مدارس الطب الحديث تشير إلى ضرورة تجنب الحليب، نظراً لصعوبة هضمه، فيكون الحل في مشتقات الحليب من ألبان وأجبان دون الخوف من زيادة الوزن، ما دامت الكميات معتدلة ولا تؤكل مع كثير من النشويات.

الرياضة تحصنك من هشاشة العظام
من المعروف أن نسيج الجسم العضلي يحرق وحدات حرارية أكثر مما تفعله دهون الجسم، وما دام وزن الجسم بأكمله مرتكزاً على الهيكل العظمي فلا بد من ممارسة الرياضة لمدة نصف ساعة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً على الأقل، لا سيما المشي أو الركض أو الرقص، وحتى صعود السلالم، فهذا يمنح العظام مقاومة ضد جاذبية الأرض حتى تدعم باقي الجسم.
وينصح الأطباء مرضى هشاشة العظام بممارسة تمارين لا تحمل الجسم أوزاناً كبيرة، مع تفضيلهم التمارين المائية، فالحركة في الماء تدرب الجسم دون التعرض للإجهاد.

&nb