ميدار.نت - دبي

ينتمي مرض فقر الدم المنجلي، أو ما يسمى بالأنيميا المنجلية، إلى مجموعة أمراض الدم الانحلالية التي يرثها الشخص عن والديه، وتأخذ اسمها من شكل كريات الدم التي تبدو تحت المجهر كمنجل الحصاد أو الهلال.

ويعبر مرض فقر الدم المنجلي عن الخلل الحاصل في بروتين الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء، والذي يحمل الأوكسجين إلى الجسم كله.

كيف يحدث فقر الدم المنجلي؟

يعد عامل الإصابة بفقر الدم المنجلي وراثياً بحتاً، فالجينات أو الصبغات الوراثية التي تحدد صفات الإنسان تحدد كذلك نوع الهيموغلوبين في دمه، فإذا كان كلاً من الأب والأم يعاني من خلل في الجين المسؤول عن تكوين الهيموغلوبين، عندها يولد الطفل مصاباً بهذا النوع من فقر دم الذي يجعل الكريات الحمراء تنكمش متخذة شكل المنجل، وقواماً صلباً يعرقل تدفق الدم بمرونة.

أما إذا كان أحد الوالدين يعاني من هذا الخلل الجيني فسينقله للطفل ايضاً، لكن دون أن يصبح الطفل مصاباً بفقر الدم المنجلي، إذ يكون قادراً في الوقت نفسه على إنتاج الهيموغلوبين الطبيعي، ولا يشعر بأعراض المرض، إنما قد ينقله إلى أطفاله. لذا يعد اختبار المرض من أهم ما تتضمنه فحوصات ما قبل الزواج، كما يمكن تشخيص إصابة الطفل به خلال الحمل، وتلجأ بعض الدول إلى فحص المواليد الجدد لتبيان احتمالات الإصابة.

ويتم التشخيص عبر أخذ عينة دم من إصبع أو كعب قدم الطفل الرضيع، ومن ذراع الشخص البالغ، حيث يتم إرسال العينات إلى المختبر لاكتشاف الإصابة المحتملة بفقر الدم المنجلي.

ما أعراض الإصابة بفقر الدم المنجلي ومتى تظهر؟

تظهر أعراض فقر الدم المنجلي غالباً في الشهر السادس من العمر، إلا أن الأمر قد يختلف بين مصاب وآخر، ومن أبرز الأعراض:

_ الإرهاق الشديد، بسبب قلة الأوكسجين في الجسم نتيجة نقص كريات الدم الحمراء، فالكريات في جسم سليم تعيش 120 يوماً قبل استبدالها، بينما في حالة فقر الدم المنجلي تتكسر خلال 10 أو 20 يوماً.

_ ألم جسدي عام وخاصة في العظام والمفاصل، بسبب عرقلة الخلايا المنجلية لتدفق الدم، وقد يصل الألم إلى درجة الحاجة إلى المشفى.

_ تورم في الأطراف بسبب قلة تدفق الدم.

_ تضرر شبكية العين بسبب انسداد الأوعية الدموية فيها، ما يؤدي إلى ضعف البصر.

_ حمى عند الأطفال خصوصاً، قد تصل إلى 39 درجة مئوية.

_ سهولة الإصابة بعدوى الأمراض المختلفة، بسبب تضرر الطحال المسؤول عن تنظيف الدم من البكتريا.

_ أعراض الجلطة، كشلل نصف الوجه أو أحد الذراعين والساقين، وصعوبة التحدث والمشي، والصداع وتشوش الرؤية.

المضاعفات المحتملة لفقر الدم المنجلي

تعتبر الإصابة بجلطة الدم والسكتة الدماغية أبرز المضاعفات التي قد يسببها فقر الدم المنجلي، إضافة إلى التهابات بكتيرية بعدة أمراض، وقد تزداد نوبات الألم مع التقدم في العمر، ويتراوح متوسط عمر المرضى بين 40 و60 عاماً.

هل من علاج لفقر الدم المنجلي؟

باستثناء زرع خلايا جذعية عند الأطفال والمراهقين، أو ما يعرف باسم زراعة نخاع العظم، لم يتوصل العلم إلى علاج لفقر الدم المنجلي، لكن ثمة علاجات تلطيفية من شأنها تخفيف الألم، وأهمها:

_ لقاحات ومضادات حيوية تعطى للأطفال المرضى للوقاية من احتمالات العدوى المختلفة بالتهاب السحايا والكبد والرئة وغيرها من الأمراض المعدية.

_ تناول أدوية تخفيف نوبات الألم، والتي يصفها الطبيب حسب عمر المريض.

_ تناول الأدوية التي تحسن من تدفق الدم.

_ عمليات نقل الدم للوقاية من مضاعفات المرض.

_ تضمين الغذاء حمض الفوليك ومكملاته.

_ الإكثار من شرب السوائل الصحية، لا سيما الماء، للوقاية من الجفاف.

_ عدم ممارسة الرياضة العنيفة أو المرهقة.

_ اللجوء إلى استشارة الطبيب النفسي بسبب التوتر الدائم الذي قد يقع المريض فريسة له، إضافة إلى المشاركة في مجموعات الدعم النفسي مع حالات مرضية مماثلة.

أخبار قد تهمك:

_ الغذاء المناسب لفصائل الدم

_ علاقة المناعة بفصائل الدم... فرضية تشجع على الاحتياط الصحي

شارك الخبر