التأتأة أو التلعثم مرض نفسي أم وراثة؟

Cover

ميدار.نت - دبي

يعاني بعض الأشخاص وخصوصاً الأطفال من مشكلة التأتأة (التلعثم) أو تأخر النطق وهي حالة مزمنة و لا إرادية، تكون على شكل خلل واضطراب في الكلام، حيث يكرر المصاب الجمل والكلمات، سواء بإطالة الصوت أو انقطاعات كثيرة أثناء الحديث، بشكل يؤثّر انسياب الكلام وسلاسته، مما يجعل المصاب دائماً في حالة من القلق والاكتئاب وقلة الثقة بالنفس.

 

أنواع التأتأة:

تقسم هذه الحالة إلى 3 أنواع:

• الحبسة:

وهي عبارة عن توقف الشخص خلال الحديث بشكل مفاجئ مع شعوره بالاختناق أحياناً.

• مدّة الكلمة:

حيث يتوقف الشخص على حرف معين من الكلمة أو خارجها و مدّه وتكراره.

• التكرار:

وهو عبارة عن  تكرار الكلمة أو حرف معين عدة مرات قبل نطق الكلمة بشكل كامل.

 

أسباب التأتأة:

حتّى الآن لا توجد أسباب علمية ثابتة لهذه الحالة، إنما هناك فرضيات ممكنة مثل:

_ حالة نفسية أو مرض نفسي ينشأ نتيجة:

"تعرض الشخص لصدمة نفسية في طفولته أو مراحل حياته المبكرة"

_  سوء رعاية من قبل الأهل حيث تكون الأم مثلاً متعلّقة بطفلها بشكل كبير وتبالغ في حمايته والسيطرة على تصرفاته، فينمو الطفل في هذه الحال من دون أن يستطيع التعبير عن نفسه.

_  أسلوب الحياة داخل الأسرة حيث أن الضغط الشديد على الطفل وتطبيق العقوبات عليه سواء بالضرب أو بالتوبيخ و الإهانة والحزم في التعامل، وجميعها تعتبر عوامل يكون رد فعلها متمثلاً بالتلعثم والتأتأة نتيجة الخوف وتهميش الشخصية.

_ الوراثة ووجود تاريخ  عائلي للإصابة بالتأتأة أو التلعثم أثناء الكلام مما يعني وجود خلل وراثي معين في منطقة الدماغ المسؤولة عن الكلام.
 

الآثار السلبية للتأتأة على حياة المصابين:

لا يمكن الاستهانة بمشكلة التأتأة و التلعثم أثناء الكلام، لما لها من آثار نفسية واجتماعية سلبية على شخصية المصاب مثل:

_ عرقلة سير حياة الأشخاص، وذلك لتعرضهم للتنمر والسخرية ممّا يوصلهم إلى الانسحاب من العلاقات الاجتماعيّة وعدم الرغبة في التفاعل مع الآخرين.

_ مشاعر الغضب والإحباط والحزن المستمر.

_ العزلة نتيجة الخجل من الكلام أمام الآخرين.

_ نشوء سلوك عدواني تجاه الآخرين.

_ الحقد على الآخرين.

 

سبل علاج التأتأة:

- التحدث مع الطفل بطريقة هادئة وتجذبه و عدم إجباره على النطق بالطريقة الصحيحة من خلال الضغط عليه.

_ تخصيص وقت للحوار مع الطفل في جلسات عائلية، و تجنب أي وجود صوت مزعج أو تشويش يمكنه أن يشتت تركيزه أثناء الكلام.

_ عدم انتقاد المصاب أثناء حديثه مع الحرص على عدم تصحيح كلامه حيث أن توجيه الملاحظات قبل بداية حديثه يسبب له الارتباك و يؤدي إلى التأتأة أكثر.

_ التركيز مع الشخص بجميع الحواس وعدم تجاهله أثناء حديثه مع السيطرة على تعابير الانزعاج التي تظهر على الوجه حتى لا يشعر بالانزعاج والضيق.

_ عدم مقاطعته أو إكمال الجمل عنه و إعطائه الوقت الكافي لإنهاء الحديث بنفسه.

_ إرشاد المصاب للتغلب على الخوف و الخجل و تنمية الشخصية مع تأمين الجو المناسب المشبع بالتقدير و الود والتفاهم.

_ تدريب الفرد على طريقة الاسترخاء والكلام بهدوء مع تطبيق تمرينات النطق الإيقاعية لتعليم الكلام من جديد.

_ تنظيم عملية الشهيق و الزفير من خلال جلسات طبية مع مختصين بعلاج النطق ومن ثم تطبيقها بنفسه.

&nb