يعاني كثيرون من الجوع العاطفي الوهمي، أو ما يسمى الأكل العاطفي، وهو حالة نفسية يكون فيها تناول الطعام وسيلة لقمع أو تهدئة المشاعر السلبية، كالقلق والتوتر، والخوف، والحزن، والملل، والشعور بالوحدة، ما يسبب زيادة الوزن دون قدرة على السيطرة عليها.
هذه بعض النقاط التي توضح الفرق بين الجوع العاطفي والجوع الطبيعي:
_ الجوع العاطفي فوري، إذ تتولد لدى الفرد رغبة قوية في تناول الطعام، أما الجوع الطبيعي فيبدأ بشكل تدريجي، ويمكن التحكم به وتأخيره.
_ عند الجوع العاطفي يشتهي الشخص الأكلات التي تشعره بالراحة والرضا عند تناولها، أما الجوع الطبيعي فيمكن إشباعه بتناول أي نوع من الطعام.
_ الجوع العاطفي يدفع الفرد لتناول الطعام بكميات كبيرة ودون تفكير، أما الجوع الحقيقي فيمكن إشباعه عند امتلاء المعدة.
_ الجوع العاطفي يؤدي إلى الشعور بالذنب والندم، إذ يدرك الشخص بأنه استسلم لرغبة تناول الطعام دون حاجة جسمه له، أما الجوع الطبيعي يبعث على الشعور بالراحة النفسية عند الشبع.
تشمل أعراض الجوع العاطفي ما يلي:
_ الشعور المفاجئ بالجوع دون سابق إنذار.
_ تناول الطعام بشكل غير مدروس دون إدراك.
_ ينشأ الشعور بالجوع بسبب التفكير بالطعام وعدم القدرة على تجاوز هذا التفكير، وليس بسبب استجابة حاجة الجسم.
_ عدم الشعور بالاكتفاء أو الشبع مهما زادت كمية الطعام، والرغبة بالمزيد.
تصيب حالة الجوع العاطفي الفرد عندما تثار مشاعره السلبية، نتيجة المتاعب والضغوطات اليومية، فيتحول الطعام إلى مصدر إلهاء، فيلجأ المريض إلى التنفيس الانفعالي والإفراط في تناول الحلويات والوجبات المشبعة بالدهون الصناعية والسعرات الحرارية، ما يؤدي إلى اكتساب الوزن، وحدوث مشاكل صحية كالبدانة والسكري وارتفاع ضغط الدم، ودخول المريض في حالة اكتئاب، نتيجة لشعوره بالفشل من السيطرة على كمية الطعام المتناول.
يمكن اتباع هذه النصائح للسيطرة على حالة الجوع العاطفي:
_ التركيز على الرغبة في تناول الطعام، وسؤال النفس هل هذا جوع حقيقي، أم محاولة تشتيت وإلهاء عن المسؤوليات والضغط.
_ تناول الوجبات بوعي، فهذا سيساعد على تنظيم السلوك الغذائي.
_ تدوين وقت وكمية ونوع الطعام المتناول، ومراجعته بشكل يومي، فذلك سيساعد على ملاحظة الحالة المزاجية والأكل، وتفاديها.
_ عدم تناول الطعام أثناء مشاهدة التلفاز، أو التحدث على الهاتف، أو أثناء قيادة السيارة، وذلك للانتباه إلى كمية ونوع الطعام المتناول.
_ يمكن استبدال سلوك الأكل بسلوك آخر، كالقراءة، أو ممارسة الرياضة.
_ التفريغ السليم للمشاعر السلبية، من خلال ممارسة النشاطات البدنية، واليوغا، والتنفس بطريقة منتظمة، والاسترخاء.
_ الابتعاد عن اتباع الحميات القاسية لدرجة الحرمان من الأطعمة المحببة.
يجب الإدراك أن الجوع العاطفي من أخطر أنواع التنفيس النفسي، وعند عدم القدرة على السيطرة عليه، يفضل استشارة المعالج أو الطبيب النفسي، لدراسة أسباب ودوافع المشكلة، وتعلم مهارات التأقلم مع الضغوط، والمساعدة لتصبح العلاقة بالأكل صحية وغير مرتبطة بالانفعالات والعواطف.
أخبار قد تهمك: