تعرف على أسرار الغدة الصنوبرية وعلاقتها بالنوم والسرطانات

Cover

ميدار.نت - دبي

الغدة الصنوبرية هي أصغر الغدد الصماء وأهمها وأكثرها غموضاً، وتقع في أسفل الدماغ خلف الغدة النخامية، متخذة شكلاً وحجماً كحبة الصنوبر مع لون رمادي ضارب إلى الحمرة، وبينما تكون أكبر نسبيا لدى الأطفال، تبدأ بالانكماش في سن البلوغ.

سميت الغدة الصنوبرية بالعين الثالثة لأنها تزداد نشاطاً في الظلام، ويأتي غموضها من كونها مازالت موضع دراسات أُثبت حتى الآن أنها مسؤولة عن تغير حالة الإنسان النفسية، وتنظيم معدل النمو الجسمي، وإفراز هرمون الميلاتونين أثناء النوم والذي سنتعرف إلى دوره في هذا المقال.

 

وظائف الغدة الصنوبرية

للغدة الصنوبرية وظائف هامة وحيوية في الجسم، تتضمن ما يلي:

_ تنظيم إيقاع الجسم اليومي، أي الإشارات التي تحدد وقت شعور الإنسان بالنعاس والنوم ووقت الاستيقاظ وشعوره بالنشاط، وبالروتين ذاته.

_ إنتاج هرمون الميلاتونين حسب مقدار الضوء الذي يتعرض له الإنسان يوميا، حيث تطلق الغدة الصنوبرية الميلاتونين في الظلام، وهو المسؤول عن تحديد عملية الشيخوخة في الجسم، والنعاس، وتنظيم وظائف باقي الغدد الصماء.

_ تعزيز صحة العظام واستقلابها، علماً أنه مع التقدم في العمر ينخفض إفراز هرمون الميلاتونين، وخاصة بعد انقطاع الطمث عند النساء، ما يسبب هشاشة العظام، ويمكن تعويض هذا الهرمون بمكملات الميلاتونين.

_ تسيطر الغدة الصنوبرية أيضا على وظائف العطش والجوع والدافع الجنسي لدى الإنسان.

 

أهمية الغدة الصنوبرية في الوقاية من السرطان

يلعب هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية دوراً مهماً في تثبيط نمو الخلايا السرطانية في الجسم، فهو يعمل على تنشيط الإنزيمات المضادة للأكسدة، ما يعزز جهاز المناعة من خلال محاربة الجذور الحرة المحفزة على تشكيل الأورام الخبيثة. كما يساعد في حماية الحمض النووي داخل الخلية من التحطم ومن الطفرات الجينية الضارة التي تسبب نشوء السرطان، إضافة إلى برمجة عمل الخلية لتتخلص من نفسها عند وجود خلل في حمضها النووي.

وتشير الدراسات المتعلقة بالغدة الصنوبرية إلى أن هرمون الميلاتونين يعمل أيضا على تثبيط الجينات التي يؤدي نشاطها داخل الخلية إلى تنشيط النمو السرطاني، كما يثبط من إفراز هرمون الإستراديول الذي يؤدي إلى خطر الإصابة بسرطان الثدي.

 

عوامل تؤثر سلباً على عمل الغدة الصنوبرية

يؤدي اضطراب عمل الغدة الصنوبرية في حال قلة النوم ليلا إلى خلل في إفراز هرمون الميلاتونين، ما يؤثر بدوره على عمل الغدة النخامية المجاورة ويمنعها من إفراز الهرمونات التي تنظم عمل المبايض لدى المرأة.

وإضافة إلى أهمية النوم الليلي لصحة الغدة الصنوبرية، تلعب الإضاءة والظلام دوراً حيوياً في العمل الطبيعي لهذه الغدة، إذ يتراجع إفراز الميلاتونين في حالات الإضاءة الشديدة والمتوسطة، وإذا اقترن ذلك مع قلة عدد ساعات النوم، فإنه يضر بصحة الإنسان العقلية ومزاجه ويسبب الاكتئاب.

وفي السياق ذاته، يسبب اضطراب نظام الجسم كالعمل ليلا والنوم نهارا انخفاضاً في إفراز الغدة الصنوبرية لهرمون الميلاتونين في الجسم ما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وبخاصة سرطان القولون والبروستات والرحم والثدي.

 

أخبار قد تهمك:

يحرس ذكرياتنا ويرتبها... هكذا يعمل الدماغ أثناء النوم

لا مفر من الإجهاد العصبي... وهكذا تنتصر عليه