مقال - ميدار.نت .. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

 من المهم أن نلاحظ أن الذكاء الاصطناعي يفرض تحولًا جذريًا في مجال الصحافة وصناعة النشر، حيث أصبح استخدامه يتم الآن بشكل متزايد من قبل الشركات الإعلامية الكبرى لتوليد مقالات وتحقيقات إخبارية بشكل آلي دون التدخل البشري.

يهدف الذكاء الاصطناعي إلى زيادة إنتاجية الصحافة وتحسين كفاءة العمل بتكلفة أقل، وذلك من خلال التعامل مع كميات هائلة من البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة.

 تُعتبر هذه الاستراتيجية جاذبة لشركات وسائل الإعلام حيث تعزز عوائد الإعلانات والنقرات وبالتالي تزيد من الإيرادات. ومن أجل تحقيق ذلك

يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية الكتابة وتوليد المحتوى بشكل أسرع وبكفاءة عالية، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الأخبار والمقالات بشكل هائل.

تدريب نماذج

هذه بعض الشواهد على استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة:

 وكالة اسوشيتد برس الأميركية تعاونت مع مبتكري ChatGPT AI-chatbot  لتوفير محتوى إخباري من الدرجة الأولى وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.

 بالإضافة إلى ذلك، غوغل تستخدم أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، Genesis، لمساعدة الصحفيين في صياغة القصص الإخبارية من خلال تحليل كميات كبيرة من المعلومات وتوليد المقالات.

 وأيضًا، ويكيبيديا تقدم ثروة من المعرفة التي تستخدمها شركات الذكاء الاصطناعي، وقد انشاءت Wikimedia Enterprise لتسهيل الاستفادة المباشرة من معلومات ويكيبيديا في إبداعاتهم.

ومع ذلك، ينطوي هذا التحول على تحديات ومخاطر. من أهم هذه التحديات هو تأثيره على سوق العمل حيث قد يؤدي الاعتماد الشديد على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان وظائف للصحفيين والكتاب البشر. هذا يشكل تهديدًا لحالة الصحافة المستقلة ومهنيتها، ويمكن أن يؤثر على جودة وموضوعية المحتوى الإخباري.

معارك العمل

أصبح الذكاء الاصطناعي في طليعة معارك العمل ودخل في صُلب نماذج الأجور وحماية الوظائف .

تقنية الذكاء الاصطناعي هي السبب الأساسي في انهيار المفاوضات التي دفعت نقابات الكتّاب في هوليوود إلى الإضراب.

 يسلط الإضراب الذي قامت به نقابات الكتّاب بالذات الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة النشر والكتابة و تهديده لحقوق وسبل عيش العاملين في مهنة الكتابة الإبداعية.

من المهم تحقيق توازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي والإشراف البشري لضمان دقة وموضوعية المحتوى.