الجيوب الأنفية وأمراضها... متى يكون الحل جراحياً؟

ميدار.نت - دبي
الصحة
الطب
28 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
تتوزع الجيوب الأنفية على جوانب الرأس الأربعة، وهي فجوات هوائية تساعد على تنظيم ضغط الهواء داخل الأنف، ويمثل انسدادها أو التهابها مصدر إزعاج وإنهاك مزمن للبعض، لا يريحهم منه إلا العمل الجراحي.
وظيفة الجيوب الأنفية
تتميز الجيوب الأنفية السليمة بخلوها من الانسداد والاحتقان والالتهاب، لتتولى إفراز المادة المخاطية السائلة القادرة على المرور من خلال الفتحة الوسطى باتجاه التجويف الأنفي دون عائق، ليتم طرحها خارج الأنف أو ابتلاعها في الحلق. وتنقسم الجيوب حسب موقعها في الرأس إلى الجيب الفكي والغربالي والجبهي والوتدي.
وتقوم الجيوب الأنفية بالوظائف التالية:
- ترطيب وتسخين الهواء الداخل من الأنف إلى مجرى التنفس السفلي>
- إفراز المادة المخاطية لترطيب تجويف الأنف، والتي تلتقط جزيئات الأوساخ من الهواء المستنشق، ثم تقوم الشعيرات الصغيرة بطرد هذه الجزيئات خارجاً.
- منع تجمع البكتريا والغبار داخل الأنف.
أسباب وأعراض التهاب الجيوب الأنفية
تؤدي الحساسية والالتهابات والانسدادات في قنوات الجيوب الأنفية إلى التهاب الغشاء المخاطي، فيفرز سائلاً مخاطياً كثيفاً يصعب عليه المرور عبر قنوات التصريف، فيتجمع في الجيوب الأنفية، وأحياناً يحدث الانسداد جراء تضخم الغشاء المخاطي أو تورمه بفعل تكرر الالتهابات والعدوى. كما يحدث الانسداد بسبب انحراف في الوتيرة (الحاجز الذي يقسم الأنف إلى جزءين)، وهو انحراف خلقي أو تكوّن نتيجة حادث ما.
وعند حدوث أي من الحالات المذكورة، يصاب الشخص بالأعراض التالية:
- ألم في الوجه، وخاصة عند لمس الخدين.
- صداع تختلف حدته من شخص إلى آخر حسب شدة الحالة.
- ارتفاع في درجة الحرارة.
- تغير صوت الشخص ليبدو مخنوقاً وغليظاً.
- من مؤشرات وجود التهاب بكتيري في الجيوب الأنفية خروج مخاط أصفر كريه الرائحة.
تشخيص وعلاج التهاب الجيوب الأنفية
يتولى الطبيب المعالج إجراء سلسلة من الفحوص لمعرفة سبب التهاب الجيوب الأنفية، إن كان ناتجاً عن حساسية أو عدوى بكتيرية أو فيروسية، أو عن انسداد في قنوات الجيوب، وغالباً ما تتضمن الفحوص صورة بالأشعة المقطعية>
ويمكن علاج الالتهاب دون تدخل جراحي في كثير من الحالات، إذ تسهم أدوية الترطيب والكمادات الباردة أو الدافئة على منطقة الجيوب الملتهبة في تمييع السائل المخاطي الكثيف وجعله قابلاً للخروج. كما يُطلب إلى المصابين بالتهاب الجيوب بسبب الحساسية أن يتناولوا مضادات الحساسية.
أما المصابين بالتهاب ناتج عن عدوى بكتيرية، فيتناولون المضادات الحيوية لقتل البكتريا والسيطرة على العدوى.
متى نحتاج إلى جراحة الجيوب الأنفية؟
أصبحت جراحة الجيوب الأنفية تحت التخدير العام من العمليات السهلة نسبياً، يما يتيح للمريض العودة إلى منزله في اليوم نفسه، ويتم اللجوء إليها في حالة واحدة، هي تكرار التهاب الجيوب نتيجة وجود عائق أو انسداد في مجرى تصريف السائل المخاطي، حيث تزيل الجراحة العوائق المؤدية للانسداد.
وتتضمن الجراحة الإجراءات التالية:
- استئصال الوريمات الحليمية في حال وجودها.
- توسيع القناة التي يتم من خلالها تصريف السائل المخاطي.
- إزالة الجدران القائمة بين الجيوب الأنفية لتوسيعها والتقليل من احتمال الانسداد مستقبلاً.
- إحداث فتحات جديدة في الجيوب لتسهيل التصريف.
- إذا كان الانسداد ناتجاً عن انحراف الوتيرة، يتم تصحيح الانحراف.
وتستخدم جراحة الجيوب الأنفية حديثاً وسيلة المنظار ليتمكن الطبيب عبره من رؤية الجيوب من الداخل، حيث يتم وصله بشاشة تلفزيونية تستعرض التفاصيل الداخلية، ثم يتم إدخال معدات دقيقة عبر شق صغير لإجراء الخطوات سابقة الذكر. وأحياناً يلجأ الطبيب إلى إجراء شق مفتوح في الأنف أو وراء الشفة العليا وأعلى اللثة.
مخاطر محتملة لجراحة الجيوب الأنفية
لا تخلو أي جراحة من احتمال حدوث مضاعفات بسبب المخدر وحالة المصاب الصحية، إذ ترتفع احتمالات مخاطر جراحة الجيوب الأنفية في هذه الحالات:
- إذا كان المريض مصاباً بمرض القلب.
- إذا كان مصاباً بالتهاب رئوي.
- إذا احتاج المصاب إلى عملية نقل دم بسبب نزيف مفاجئ.
- إذا تسرب السائل الدماغي إلى الأنف من خلال إحدى الفتحات التي قد يتم إحداثها، ويؤدي التسرب إلى التهاب سحايا الدماغ، ويتطلب عملية لسد الفتحة.