ماهي عوامل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وأبرز انواعه

Cover

ميدار.نت - دبي

سرطان الغدة الدرقية هو ورم خلايا يبدأ في الغدة الدرقية، والغدة الدرقية هي غدة على شكل فراشة تقع في قاعدة العنق، تحت تفاحة آدم مباشرة، تُفرِز الغدة الدرقية هرمونات لتنظيم سرعة القلب، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، والوزن.

وقد لا يتسبب سرطان الغدة الدرقية في ظهور أي أعراض في البداية، ولكن مع نموِّه، يتسبب في ظهور مؤشرات وأعراض، مثل حدوث تورم في العنق وتغيرات في اصوت وصعوبة في البلع.

توجد أنواع عديدة من سرطان الغدة الدرقية، وتنمو معظم الأنواع ببطء، إلا أن بعض الأنواع قد يكون شرساً للغاية، ويمكن التعافي من معظم سرطانات الغدة الدرقية بالعلاج.

لكن يبدو أن معدلات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية آخذة في الازدياد، وربما تكون هذه الزيادة ناتجة عن تحسُّن تقنيات التصوير التي تسمح للأطباء باكتشاف سرطانات الغدة الدرقية الصغيرة في فحوصات التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي التي تُجرى للمصابين بأمراض أخرى (سرطانات الغدة الدرقية المكتشفة عرَضياً)، وعادةً ما تكون سرطانات الغدة الدرقية المكتشَفة بهذه الطريقة سرطانات صغيرة تستجيب للعلاجات بصورة جيدة.

 

الأعراض الشائعة لسرطان الغدة الدرقية

لا تسبب أغلب أنواع سرطان الغدة الدرقية أي مؤشرات أو أعراض في المراحل المبكرة للمرض، ومع نمو سرطان الغدة الدرقية، قد يسبب ما يلي:

- ظهور كتلة (عُقَيدة) يمكن الشعور بها من خلال جلد رقبتك.

- الإحساس كما لو أن قبة القميص أصبحت ضيقة جدًا حول رقبتك.

- تغيرات في صوتك، بما في ذلك زيادة بحَّة الصوت.

- صعوبة البلع.

- تورم العُقَد اللمفية في رقبتك.

- ألم في عنقك وحلقك.

 

ما الذي يسبب الإصابة بسرطان الغدة الدرقية

يبدأ سرطان الغدة الدرقية عندما تحدث تغيرات على الحمض النووي لخلايا الغدة الدرقية، حيث يحتوي الحمض النووي للخلية على التعليمات التي توجه الخلية نحو وظيفتها، ثم توجه التغيرات،  والتي يسميها الأطباء الطفرات، الخلايا لتنمو وتنقسم بسرعة وتستمر هذه الخلايا في النمو بينما تموت الخلايا السليمة طبيعياً فتتراكم تلك الخلايا لتشكل كتلة تسمى الورم.

يمكن أن ينمو الورم ليغزو الأنسجة القريبة، ويمكن أن ينتشر منتقلاً إلى العقد اللمفية في الرقبة، وقد تنتشر الخلايا السرطانية إلى أكثر من الرقبة وصولاً إلى الرئتين والعظام وأجزاء أخرى من الجسم، ولا يُعرف سبب حدوث تغيرات الحمض النووي التي تسبب سرطان الغدة الدرقية.

 

أنواع سرطان الغدة الدرقية

ينقسم سرطان الغدة الدرقية إلى أنواع مختلفة بناءً على نوع الخلايا الموجودة في الورم، يمكن تحديد النوع عند فحص عينة من السرطان تحت المجهر، تشمل أنواع سرطان الغدة الدرقية ما يلي:

سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة:

تتضمن هذه الفئة الواسعة أنواعاً من سرطان الغدة الدرقية تبدأ في الخلايا التي تنتج الهرمونات الدرقية وتخزنها، وتُعرف هذه الخلايا باسم الخلايا الجريبية، وتشبه خلايا سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة الخلايا السليمة عند عرضها تحت المجهر.

سرطان الغدة الدرقية الحليمي:

هذا هو النوع الأكثر شيوعاً من سرطان الغدة الدرقية ويمكن أن يحدث في أي فئة عمرية، لكنه غالباً ما يصيب الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و50 عاماً.

ومعظم سرطانات الغدة الدرقية الحليمية هي سرطانات صغيرة وتستجيب جيدًا للعلاج، حتى لو انتشرت الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفية في الرقبة، وهناك نسبة صغيرة من سرطانات الغدة الدرقية الحليمية بالغة الخطورة، وقد تنمو لتشمل الهياكل الموجودة في الرقبة أو تنتشر إلى مناطق الجسم الأخرى.

سرطان الغدة الدرقية الجريبي:

يصيب عادةً هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاماً، ولا تنتشر غالباً خلايا سرطان الغدة الدرقية الجريبي إلى العقد اللمفية بالرقبة، لكن قد تنتشر بعض السرطانات الكبيرة وبالغة الخطورة إلى أجزاء الجسم الأخرى، وينتشر سرطان الغدة الدرقية الجريبي غالباً ليمتد إلى الرئتين والعظام.

سرطان خلايا هورتله في الغدة الدرقية:

كان يندرج هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية ضمن سرطان الغدة الدرقية الجريبي، لكنه أصبح الآن نوعاً خاصاً، لأن الخلايا السرطانية تتصرف بشكل مختلف وتستجيب للعلاجات المختلفة.

وسرطانات خلايا هورتله في الغدة الدرقية بالغة الخطورة، ويمكن أن تنمو لتشمل الهياكل الموجودة في الرقبة وتنتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى.

سرطان الغدة الدرقية ضعيف التمايز:

هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية هو بالغ الخطورة بدرجة أكبر من سرطانات الغدة الدرقية المتمايزة الأخرى، ولا يستجيب غالباً للعلاجات المعتادة.

سرطان الغدة الدرقية الكشمي:

ينمو هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية بسرعة وقد يكون من الصعب علاجه، ورغم ذلك يمكن أن تساعد العلاجات على الحد من تفاقم المرض.

ويصيب سرطان الغدة الدرقية الكشمي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، ويمكن أن يتسبب في ظهور مؤشرات وأعراض حادة، مثل تورم الرقبة الذي يتفاقم بسرعة بالغة وقد يؤدي إلى صعوبة في التنفس والبلع.

سرطان الغدة الدرقية النخاعي:

يبدأ هذا النوع النادر من سرطان الغدة الدرقية في خلايا الغدة الدرقية التي تسمى خلايا C، وهي المسؤولة عن إفراز هرمون الكالسيتونين، قد تشير مستويات هرمون الكالسيتونين المرتفعة في الدم إلى وجود سرطان الغدة الدرقية النخاعي في مراحله الأولى.

وتحدث بعض سرطانات الغدة الدرقية النخاعية بسبب جين يسمى RET ينتقل من الآباء إلى الأبناء، ويمكن أن تسبب التغيرات التي تطرأ على الجين RET الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي وتكوُّن الأورام الصماوية المتعددة.

ويؤدي سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وتؤدي الإصابة بالأورام الصماوية المتعددة، إلى زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وسرطان الغدة الكظرية وأنواع السرطانات الأخرى.

أنواع أخرى نادرة:

يمكن أن تبدأ أنواع السرطان الأخرى النادرة جداً في الغدة الدرقية، ويشمل ذلك لمفومة الغدة الدرقية التي تبدأ من خلايا الجهاز المناعي الموجودة في الغدة الدرقية، وساركومة الغدة الدرقية التي تبدأ في خلايا النسيج الضام في الغدة الدرقية.

عوامل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية

تشتمل العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على ما يأتي:

- كونكِ أنثى: غالباً ما يصيب سرطان الغدة الدرقية النساء أكثر من الرجال، يعتقد الخبراء أن ذلك قد يكون مرتبطاً بهرمون الإستروجين، لدى المواليد الإناث عموماً مستويات أعلى من الإستروجين في أجسامهن.

- التعرُّض لمستويات عالية من الإشعاع: يُمكن أن يَزيد العلاج الإشعاعي للرأس والعنق من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

- بعض المتلازمات الوراثية الموروثة: تشتمل المتلازمات الوراثية التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على سرطان الغدة الدرقية النخاعي العائلي، والأورام الصماوية المتعددة، ومتلازمة كاودن، وداء السلائل الورمي الغدي العائلي.

تشتمل أنواع سرطان الغدة الدرقية الذي يسري في العائلات أحياناً على سرطان الغدة الدرقية النخاعي وسرطان الغدة الدرقية الحليمي.

 

مضاعفات سرطان الغدة الدرقية

يمكن أن تتكرر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية رغم نجاح العلاج، بل وحتى بعد استئصال الغدة الدرقية، يمكن أن يظهر مرة أخرى، ويمكن أن يحدث هذا في حالة انتشار الخلايا السرطانية خارج الغدة الدرقية قبل استئصالها.

من غير المحتمل أن تتكرر الإصابة بمعظم أنواع سرطانات الغدة الدرقية، بما في ذلك أكثر نوعيْ سرطان الغدة الدرقية شيوعاً، وهما سرطان الغدة الدرقية الحليمي وسرطان الغدة الدرقية الجريبي. ويمكن أن يخبرك الطبيب عما إذا كنت أكثر عرضة لمعاودة إصابتك بالسرطان أم لا بناءً على خصائص السرطان لديك.

وتزيد احتمالية تكرار الإصابة إذا كان السرطان من النوع العدواني أو في حالة انتشاره خارج الغدة الدرقية، في حالة تكرار الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، فإنه يُكتشف عادةً خلال السنوات الخمس الأولى من التشخيص الأولي.

ويمكن أن يؤول سرطان الغدة الدرقية المتكرر الحدوث إلى نتائج جيدة، فغالباً ما يستجيب للعلاج، كما حقق العلاج نجاحاً على معظم المصابين به.

قد تتكرر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في بعض الحالات التالية:

- تضخم وألم في العُقَد اللمفية الموجودة في الرقبة.

- ترك قطع صغيرة من نسيج الغدة الدرقية خلال الاستئصال الجراحي.

- أعضاء أخرى من الجسم مثل الرئتين والعظام.

ينتشر سرطان الغدة الدرقية أحيانًا إلى العقد اللمفية القريبة أو إلى أجزاء الجسم الأخرى، ويمكن اكتشاف الخلايا السرطانية التي انتشرت عند تشخيصك لأول مرة أو ربما تُكتشف بعد العلاج، لا تنتشر الغالبية العظمي من أنواع سرطان الغدة الدرقية.

عندما ينتشر سرطان الغدة الدرقية، فإنه في الأغلب يصل إلى (العقد اللمفية في الرقبة، الرئتان، العظام، الدماغ، الكبد، الجلد).

قد يكتَشَف سرطان الغدة الدرقية الذي انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم في اختبارات تصويرية مثل التصوير المقطعي المحوسب والتصوير بالرنين المغناطيسي عند تشخيص الإصابة بسرطان الغدة الدرقية لأول مرة.

وقد يوصي طبيبك بعد نجاح العلاج بعدة مواعيد طبية للمتابعة يفحص فيها وجود مؤشرات على انتشار سرطان الغدة الدرقية، وقد تنطوي هذه المواعيد على اختبارات تصوير نووي يُستخدم فيها أحد الأشكال المشعة من اليود وكاميرا خاصة لاكتشاف خلايا الغدة الدرقية السرطانية.

 

مواضيع قد تهمك:

- ورم العصب السمعي ماهي أعراضه وهل يؤدي لفقدان السمع

- ما هو رهاب الاطفال وكيف نتعامل معه

&nb