غذاء المسنين... عامل حاسم لكفاءة الوظائف الحيوية

ميدار.نت - دبي 07 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
تتبدل بعض حاجات الجسم مع التقدم في العمر، إذ تتميز الشيخوخة بتراجع كتلة اللحم والدهون على حساب الكتلة العضلية العظمية، بتأثير تناقص النشاط الجسدي والمهني، لكن تبقى الوظائف الحيوية على حالها، من تنفس ودوران وإطراح، لذا من المهم أن يتضمن غذاء المسنين ما يحافظ على عمل هذه الوظائف. نستعرض في هذا المقال الحاجات الغذائية الضرورية لهذه الفئة العمرية.
للبروتينات الحصة الأهم في غذاء المسنين
على عكس السكريات والدهون الشحمية التي يخزنها الجسم كاحتياطي لتوليد الطاقة، لا يمكن التعويض عن نقص الحصص البروتينية الخارجية، فالشخص المسن شأنه شأن الشاب، يحتاج إلى حصة يومية من غرام واحد من كل كيلوغرام من وزنه، إذا كان سليماً معافى.
وتختلف البروتينات الحيوانية عن النباتية (البقول)، إذ تتضمن الأولى كل الأحماض الأمينية الضرورية وبتركيبة أكثر توازناَ، لكن يجب أن يكون للبروتينات النباتية مكانتها أيضاً في غذاء المسنين، إذ تساهم في سد الحاجة إلى مغذيات مهمة كالنشويات والمعادن والفيتامينات والألياف.
في غذاء المسنين... السكريات متاحة بشروط
تعد السكريات ضرورية لعمل العضلات والدماغ، وتشكل أحد مصادر الطاقة التي تتولد في الجسم بشكل سريع، إضافة إلى مساهمتها في تكوين بنية البروتينات، وبينما يشتهي الإنسان أصنافاً عدة من الحلويات، من المهم التحكم في ما يحتويه غذاء المسنين بهذا الشأن، بمعنى توجيههم إلى تناول السكريات المركبة أي الموجودة في النشويات عموماً، فهي تشبع الرغبة في تناول السكر، لكن من الضروري عدم الإفراط في تناولها كيلا يشعر المسن بالشبع فيمنعه ذلك من استهلاك الأطعمة البروتينية أو الغنية بالفيتامينات والمعادن، فضلاً عن أن تباطؤ الاستقلاب في جسم المسن يبطئ بدوره استقلاب السكر ويغدو الشخص أكثر عرضة لمخاطر مرض السكري.
الألياف في غذاء المسنين تقيهم من الإمساك
تعد الألياف الغذائية المكون الأساسي لأغشية الخلايا النباتية، ولا تتحلل في الجسم بالأنزيمات الهضمية وإنما بالأنزيمات البكتيرية الموجودة في القولون (الأمعاء الغليظة)، وتقوم الألياف بدور ضبط وتنظيم حركة الهضم وامتصاص المعادن والأملاح المعدنية، واستقلاب السكر والدهون. لا بد أن يتضمن غذاء المسنين نحو 20 إلى 25 غراماً من الألياف الغذائية النباتية يومياً موزعة على أوقات مختلفة، فأي استهلاك ضئيل لها قد يسبب الإمساك للمسن.
تتوفر الألياف في الخبز والخضار والفاكهة، إلا أنه يستحسن عدم استهلاكها جميعاً في وجبة واحدة كبيرة منعاً للشعور بالنفخة وأوجاع البطن. فيما يلي كمية الألياف الموجودة في 100 غرام من الأطعمة:
المعكرونة المطبوخة   2 غرام
الأرز الأبيض المطبوخ  0.5 غرام
الجزر النيء  2.6 غرام
الجزر المطبوخ   2.7 غرام
البطاطا المسلوقة   1.3 غرام
السلطة  1.2 غرام
الخبز الأبيض   3.5 غرام
الخبز الكامل  7 غرام
التفاح غير المقشور 2.1 غرام
لا تهمل إضافة الدهون الشحمية إلى غذاء المسنين
تتمتع الدهون الشحمية بغناها بالنكهة، وتتضمن حصصاً مهمة من الأحماض الدهنية الأساسية وتكوّن احتياطي الطاقة في الجسم، لكن يجدر ألا تتجاوز نسبتها في غذاء المسنين 40% من مجموع الحصة الطاقية. تعتبر الزبدة الحيوانية والأسماك والبيض أمثلة جيدة في هذا السياق، دون نسيان أن الإفراط في تناول الزبدة يؤدي إلى خلل يفضي بدوره للإصابة بفرط تكدس الغلوبولين (الجسم المضاد المسؤول عن الاستجابة التحسسية في الجهاز التنفسي)، بسبب احتواء الزبدة على حمض اللينوليك الأميني.