وثائقي لـ"ميدار.نت".. وثيقة بريطانية 1955: أرض الإمارات صالحة للزراعة

Cover

ميدار.نت - دبي

بداية من فترة العشرينيات والثلاثينيات وصولاً للخمسينيات من القرن الماضي تم اكتشاف البترول في دول الخليج وخاصة السعودية والكويت والبحرين.

وبدأت هذه الدول تعرف طريقها للحياة والتنمية، ولكن في الإمارات المتصالحة لم تكن هناك اكتشافات بترولية بعد، ولذلك كان البحث عن طرق أخرى للتنمية أمراً حتمياً، حيث تؤكد وثائق بريطانية أن الزراعة هي الأمل الوحيد للحياة في هذه المنطقة، وتحديداً في منتصف الخمسينيات.

وتؤكد وثيقة أن الإنجليز أخذوا عينات للتربة من رأس الخيمة لتحليلها ومعرفة مدى صلاحيتها للزراعة قامت شركة برنارد داير البريطانية بتحليل هذه العينات، وكانت النتائج جيدة حيث أكدت أن التربة غير ميؤوس منها.

وبعد ذلك بدأت تجارب زراعة قطع صغيرة من الأراضي محاصيل سريعة النمو مثل الخضروات، وكذلك الاهتمام بالدواجن، محاصيل طويلة الأجل مثل الحمضيات وتحديداً الليمون، وكذلك المانجو حيث تصلح التربة لهذه المنتجات.

في نوفمبر 1958 تم تخصيص ميزانية للتنمية بشكل عام في الإمارات المتصالحة، وكان للزراعة نصيب الأسد في هذه الخطة، وتم تكليف البريطاني هانتينحون بإدارة ملف الزراعة مع تخصيص منزل مناسب له بدلاً من الكوخ الباراستي، ومنحه راتباً جيداً، وكذلك قررت زوجته الاستقرار معه في رأس الخيمة، ومساعدته في عمله في الزراعة وتدريب المزارعين.

 

تطوير الزراعة

قام تطوير الزراعة في هذه الفترة على عدة محاور:

- ميزانية جيدة للزراعة قيمتها 198 ألف جنيه استرليني لمدة 5 سنوات وتعهد الإنجليز بتنمية المنطقة زراعياً.

- ميزانية الزراعة في نهاية الخمسينيات أعلى من التعليم والصحة.

- مسح شامل لمناطق وجود المياه وحفر الآبار بواسطة حفار جورج ستو البريطاني.

-  تأسيس مدرسة زراعية في رأس الخيمة ورفع عدد الملتحقين بها إلى 43 طالباً.. أكمل منهم 30 طالباً دراستهم.

- اعتماد نظام تسليف المزارعين وإقراضهم.

- الاهتمام بالدواجن.

- استخدام أسمدة زراعية ولكن مع التحذير من استخدام الكيماويات الضارة للإنسان أو الحيوان أو التربة.

وفي نفس الفترة.. أي في نهاية الخمسينيات تؤكد وثيقة بريطانية أن نجاح الخطة التنموية للزراعة في الإمارات المتصالحة تجعل من الإمارات سلة غذاء الخليج وذلك عن طريق تصدير المنتجات الزراعية قطر والبحرين والكويت بدلاً من الاستيراد من لبنان ودول البحر المتوسط.

قد لا تتوفر أرقام عن حجم الإنتاج الزراعي في الإمارات خلال الفترات المذكورة، ولكن جميع الوثائق والتجارب تؤكد صلاحية أرض الإمارات للزراعة، وهو الأمر الذي أكد عليه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكذلك يهتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بالزراعة، وخاصة في جانبها المتعلق بأحدث الأبحاث والتقنيات.

وفي يناير الماضي، قام صاحب السمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة بتفقد مزرعة القمح في مليحة، مما يؤكد أن الزراعة مشروع الإمارات.