تقارير - ميدار.نت

للشغوفين بالماضي هوسهم الخاص وولعٌ يمكنه تحويل قرية هادئة إلى مزار لعشاق التاريخ.

منطقة "أولاد يحيى" جنوب شرقي تونس تضم اليوم متحفاً يوثق لمعارك شرسة بين عامي 1942 و1943.

اقتتال شكل جزءاً من انعطافة حاسمة في الحرب العالمية الثانية لصالح الحلفاء.. متحف أقامته عام 2022 زينب اليحياوي الحائزة على إجازة في التراث والآثار على مساحة 120 م2 

وضعت مئات القطع الحربية من مخلفات المعارك، وحاملات لواقيات الغاز وعبوات أكسجين طيار.

أروقة أخرى ضمت أواني أكل وأجهزة راديو عتيقة فضلاً عن قذائف وصناديق ذخيرة.

قطع تعلن انتماءها لكلا المعسكرين كقناني الماء الألمانية والفرنسية وحذاء لجندي أميركي يتصدر مكاناً بارزاً.

صور أرشيفية مغرقة في التفاصيل تظهر جبهات المعارك، مرة للجيش الألماني يتبختر بجنوده قبل الهزيمة، ومرة للحلفاء يستعرضون قواتهم إثر انتصار عام 1943.

التوثيق يعرض ضحايا مجزرة "هنشير الصفصافة" شمال غرب البلاد عدا دمار الأحياء السكنية.

وثيقة نادرة تصف معاناة سكان منطقة ورغة من القتل والتشريد جراء قصف أهلك الآلاف.. مقتنيات قضت اليحياوي 3 سنوات في جمعها من مختلف مناطق "حملة تونس".. إلى أن سمت متحفها بهذا الاسم.

بعض القطع حصلت عليها من مزارعين كانوا يستخدمونها في حقولهم.

"أولاد يحيى" باتت مكاناً يحج إليه محبو التاريخ والفضوليون إزاء مرحلة افتقرت إلى التوثيق الدقيق.

الجهد الدؤوب لالتقاط كل تفصيل من فترة مأساوية غابرة قد لا يبدو ضرورياً لوهلة.. لكن زيارة "حملة تونس" كفيلة بإسماعك أصوات المعارك والباكين والمستغيثين بما يعادل فيلماً سينمائياً يوثق الحكايات دون كلام.

#تقارير_ميدار

للشغوفين بالماضي هوسهم الخاص وولعٌ يمكنه تحويل قرية هادئة إلى مزار لعشاق التاريخ..
فهل تعرفون قصة منطقة "أولاد يحيى" جنوب شرقي #تونس ومتحفها المميز؟ pic.twitter.com/iT5E8vgAti

— Midar (@Midarnews) November 17, 2023