وثائقي لـ"ميدار.نت".. تلسكوب بريطاني سريّ يرصد خور دبي 1962

تقارير - ميدار.نت
دبي
فيديو
تقارير
وثائقيات
05 ديسمبر 2023
Cover

تقارير - ميدار.نت

 

في الطابق العلوي من بناية سكنية ببر دبي  فوق مكتب شركة دبي للبترول عام 1962.. كان زوجان بريطانيان يرصدان عبر تلسكوب سري من شقتهما.. مدخل خور دبي.. ويتابعان كل مركب قادم.
قصة غنية بتفاصيل هامة عن دبي والحياة فيها بستينيات القرن الماضي، ترويها بطلة القصة ميج توي كروس من ذكرياتها المقرونة بصور فوتوغرافية عالية الدقة التقطتها للإمارة.
تقول ميج إنها أقامت مع زوجها في نفس البناية التي تضم مكتب شركة دبي للبترول DPCو التي كانت ترفع علم دبي على سارية في السطح كل صباح وتخفضه كل مساء.
وتتابع: "من شرفتنا يمكننا أن نرى عبر خور دبي مكتب شركة غراي ماكنزي وشركاه، وأول مبنى لبنك دبي الوطني على ضفاف الخور، وبجواره متجر كبتن لمالكه رجل الأعمال عبد الكريم كبتن".
وبالنظر من ديرة ترى منظقة الشندغة والبحر وراءها حين لم يكن أنشئ ميناء راشد بعد، ولا تزال السفن راسية خارج الخور لتغريغ الشحنات، وقد هُدمت بعض المباني القديمة لاحقاً فيما بقيت مبانٍ أُخرى.
كما يمكن رؤية مكتب حاكم دبي الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم على جانب الخور دار الجمارك (الجمرك) على خلفية البراجيل.
وقد تم هدم بعض المباني القديمة أيضاً، فيما بقيت مبانٍ أخرى، وفي صورة أخرى، توثق ميج أول برج خزان مياه في دبي.
وتكمل قصتها: (كان في "بر دبي" مجموعة من البراجيل التي تذكرني دائما بمدينتي أكسفورد.. كان لون البراجيل شبيهاً بلون حجر كوتسوولد المستخدم في بناء كليات ومنازل أكسفورد.. عمل زوجي آنذاك في أسواق شِل بالشرق الأوسط (وكان مقرها الرئيسي بالدوحة)، وكنا نبيع البترول الخام للخليجيين وأصحاب المراكب واللنجات التجارية، وهو ما يعتبره معظم الناس الآن مفهوما مضحكا للغاية).
وتضيف: (أمضينا معظم وقتنا في محاولة التغلب على شركة bp (بريتيش بتروليوم،) وهي أكبر وأقوى من شِل، فقد كنا نضع تلسكوباً على شرفتنا.. فنستطيع رؤية مدخل الخور من الراس والسفن الراسية في البحر خارج مدخل الخور لتفريغ شحناتها في اللنجات ليتم سحبها إلى خور دبي وتفريغها.. فنرصد وضع المراكب واحتياجاتها ثم نسرع إلى أصحابها باقتراحات تناسب حالة مركبهم، كتوفير زيت التشحيم الذي قد يرغبون في شرائه منا لاستمراريته).
وتقول ميج: "دبي مدينة حيوية تعتمد على التجارة، وبدأت تنتشر فيها أسواق الذهب، ما جعلها مزدهرة حتى قبل عصر النفط، وهي مكان رائع، كما ترون من صوري".
وتروي ميج قصة رأتها بعينها عن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حيث كان الشيخ راشد عائداً من رحلة خارجية عام 1963، وخرج أهل دبي لاستقباله والترحيب به عند باب االطائرة في مطار دبي القديم.
ولا تخفي ميج خلال سردها للحكاية دهشتها وإعجابها بذلك المشهد، الذي تعرفت من خلاله على جانب من ثقافة المجتمع وتعبير أبناء الإمارة عن حبهم لحاكمهم.

وأدركت يومها أن الشيخ راشد حاكم منفتح، وأن دبي جاهزة للتعامل مع العالم.