شهدت مدينة بونيول الإسبانية نسخة جديدة من مهرجان لا توماتينا السنوي الشهير، حيث تجمع الآلاف من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في هذا الحدث الفريد الذي تميز بتراشق الطماطم بين المشاركين.
وأثار هذا المهرجان تساؤلات حول مدى ملاءمته في ظل أزمة الغذاء العالمية المتفاقمة.
وتُعَدُّ هذه الفعالية السنوية مهرجانًا تراثيًا للمدينة، حيث يشتهر المشاركون برمي الطماطم بشكل عبثي على بعضهم البعض، لكن لا توماتينا هو أكثر من مجرد وقتٍ لإهدار الطماطم، فهو تجربة ثقافية واجتماعية فريدة.
وتأسس مهرجان لا توماتينا استنادًا إلى فكرة شجار قديم وقع في بونيول عام 1945، حيث بدأ الأطفال برمي الطماطم على بعضهم البعض.
ومنذ ذلك الحين، تحولت بونيول إلى العاصمة العالمية للطماطم، حيث يتم إقامة هذا المهرجان سنويًا في الأربعاء الأخير من شهر أغسطس.
لكن هذا العام، تجاوز عدد المشاركين حاجز الـ 20 ألف شخص، وتسببوا في إهدار حوالي 120 طنًا من الطماطم بهدف الاحتفال.
وأثار هذا الأمر انتقادات واسعة بسبب الإهدار الكبير للطعام والمياه في وقت تعاني فيه العديد من البلدان من نقص حاد في الموارد الغذائية.
وتجدر الإشارة إلى أن الطماطم تشهد نقصًا شديدًا في العديد من البلدان بسبب ظروف المحاصيل الزراعية الصعبة وارتفاع درجات الحرارة.
وهذا يعزز من مشكلة نقص الغذاء في أنحاء متعددة من العالم.
وبعيدًا عن الجدل المحيط بمهرجان لا توماتينا، فإنه ما زال يحتفظ بشهرته كأكبر مهرجان للتراشق بالغذاء في العالم، ويجذب العديد من الزوار الدوليين إلى بونيول سنويًا.
ويعتبر المهرجان تجربة فريدة من نوعها تجمع بين الثقافة والمرح والتقاليد المحلية.
ويعد لا توماتينا تذكير بأهمية الحفاظ على الثقافة والتراث الشعبي، وفي الوقت نفسه، تشير إلى الحاجة الماسة للتفكير بجدية في كيفية مواجهة أزمة الغذاء العالمية وتقليل إهدار الموارد.
لن يحتمل العالم تجاهل هذه التحديات في المستقبل، ومهرجان لا توماتينا يمكن أن يكون منصة لبدء حوار حول هذه القضايا الملحة.
#شاهد
— Midar (@Midarnews) September 1, 2023
المرح المجنون..
مدينة بونيول الإسبانية تتحدى أزمة الغذاء العالمية وتحافظ على تقاليد مهرجان لا توماتينا
حيث تجمع الآلاف من مختلف أنحاء العالم للتراشق بأكثر من 100 طن من الطماطم pic.twitter.com/iSRG7auhWw