ما الذي ينتظره الخليجيون لدعم السينما في عصر الإمكانيات التكنولوجية الهائلة؟

وثائقي من ميدار.نت - بقلم: الدكتور عبدالعزيز المزيني 09 أكتوبر 2023
Cover

وثائقي من ميدار.نت - بقلم: الدكتور عبدالعزيز المزيني
 

نهضة ثقافية عامة في دول الخليج، تسير وسطها السينما بخطوات خجولة، تتقدم حيناً وتتأخر أحياناً.

أزمة يراها البعض جزءاً من مأزق السينما العربية، من دون إنكار لعوامل ترجع إلى خصوصية المجتمعات الخليجية على مدى العقود الماضية.

مشهد تراجع خلاله الاهتمام بالسينما لصالح التلفزيون، دون أن يعني ذلك انعدام أفلام سينمائية مهمة، تمهد لأساس قوي يمكن البناء عليه.

ماضٍ لم يخل من ظروف وصعوبات لا تبرر لدول الخليج غياب البصمة المؤثرة سينمائياً باستثناءات قليلة.. فالإمكانيات متوافرة، ويتم استثمارها في الإعلام والدراما التلفزيونية.

نبض الشارع الثقافي في المنطقة يشير اليوم إلى رغبة في تعويض الفرص المهدورة، ورؤية صناعة سينما متكاملة، وإن بجهود مشتركة.. تشمل تأهيل الكتّاب الموهوبين وتطوير القطاعات المرتبطة بالفن السابع، من إضاءة وتصوير وإخراج ومؤثرات تبهر العالم يومياً.

 فهل يحفز الانفتاح على الازدهار التكنولوجي رغبة الخليجيين في مواصلة مشوار السينما الشاق والممتع؟ هذا ما يأمله الكثيرون اليوم آملين بانطلاقة حقيقية وقوية تتجاوز الخطوات الإيجابية التي بدأت تظهر مؤخراً في بعض الدول.

اللحظة قد تبدو مواتية في عصر يشهد دخول الذكاء الاصطناعي على خط الإنتاج الفني، حيث بات للإبهار أدوات أكثر إدهاشاً.

 

البدايات والتطور

فكيف كانت البداية وصولاً إلى واقع اليوم؟ دور العرض بشكلها البدائي شقت طريقها إلى الخليج منذ عشرينيات القرن الماضي، بتأثر الشركات الأجنبية الراغبة في ترفيه عمالها.

الكويت كانت السباقة إلى إنتاج الأفلام الروائية، أشهرها "بس يا بحر" عام 1971 الذي يسميه النقاد "بيضة الديك" في السينما الخليجية.

وثبتت الكويت أقدامها في طليعة الإنتاج السينمائي الخليجي، على قلته، مسجلة في رصيدها نحو 70 فيلماً.

مكانة تراجعت عنها الكويت لصالح السينما الإماراتية، التي ورغم تأخر بدايتها، حققت تنوعاً بين أفلام احترافية وأخرى من إنتاج الهواة والتلفزيونات المحلية بما فاق المئة فيلم. نهضة ساهمت فيها المهرجانات والندوات والاستفادة من الخبرات الخارجية، وإطلاق تنافسات ضمن المدارس والجامعات لاكتشاف المواهب واحتضانها، فضلاً عن وجود 200 دار سينما. وبإطلاق "سوق دبي السينمائي" عام 2008، توفرت أول منصة لتجارة المواد السمعية والبصرية.

 

مواقع تصوير فريدة 

قطر بدورها واصلت التقدم، باحتضانها مخرجين متميزين، ومواقع تصوير فريدة في جزيرة اللؤلؤة.

وشكل فيلم "عقارب الساعة" عام 2010 محطة فارقة كأول فيلم سينمائي روائي طويل محلي، أعقبته أعمال أخرى منها ما تم إنجازه بنظام الأبعاد الثلاثية.

في البحرين، ساهم المسرح الشعبي منذ الثلاثينات بتعزيز الشغف بصناعة الفن عموماً، فتم تصوير أفلام قصيرة مهدت لسينما الهواة البحارنة في السبعينيات.

الدولة الأصغر خليجياً شهدت إنتاج 154 فيلماً بين روائي ووثائقي وتسجيلي، كما يوجد فيها 40 دار سينما.

التجربة العمانية تأخرت نسبياً، وشهدت فترة الثمانينات عشرات أفلام التخرج لسينمائيين موفدين للدراسة في الخارج.

 لكن الفيلم الطويل الأبرز عمانياً رأى النور عام 2005، بعنوان "البوم".

المحاولات لم تتوقف، بدعم من الجمعية العمانية للسينما، وإن ما زال الصدى دون المستوى المرغوب.

 

50 دار عرض في السعودية

السعودية، أكبر الدول الخليجية شهدت إنتاج أول أفلامها عام 1950، بعنوان "الذباب"، تلته أفلام تلفزيونية مهدت للفيلم المميز "تأنيب الضمير" عام 1966، ليقدم المخرج عبد الله المحيسن بعد ذلك سلسلة أفلام وثائقية حققت حضوراً في مهرجات السينما العربية خلال السبعينيات.

حينها، ضمت السعودية 50 دار عرض سينمائي، تم إغلاق أغلبها لاحقاً ما أثّر على الإنتاج.

مع ذلك، شهدت الفترة بين عامي 1975 و2012 إنتاج 255 فيلماً سعودياً معظمها تسجيلية أو قصيرة محدودة التكاليف.

وكان لتأسيس أول مهرجان سينمائي في السعودية عام 2006 وقع خاص.

لكن العهد الأكثر تبشيراً بدا بإطلاق رؤية المملكة عام 2030، فشهد عام 2017 الموافقة على الترخيص لفتح دور سينما جديدة.

 

blockquote class="instagram-media" data-instgrm-captioned data-instgrm-permalink="https://www.instagram.com/reel/CyLVx4YJ_3x/?utm_source=ig_embed&utm_campaign=loading" data-instgrm-version="14" style=" background:#FFF; border:0; border-radius:3px; box-shadow:0 0 1px 0 rgba(0,0,0,0.5),0 1px 10px 0 rgba(0,0,0,0.15); margin: 1px; max-width:540px; min-width:326px; padding:0; width:99.375%; width:-webkit-calc(100% - 2px); width:calc(100% - 2px);">