ما بين بريكس والحلف الاستراتيجي مع أمريكا

مقال - ميدار.نت
مال وأعمال
26 أكتوبر 2022
Cover

 

ينشط الحديث مؤخراً عن النظام العالمي الجديد، ونعني بذلك تكوّن قوى جديدة وصعود أقطاب منافسة للهيمنة الغريبة، والتي تفردت بزعامة العالم لثلاثة عقود تلت سقوط الاتحاد السوفييتي، والذي تفكك تاركاً الولايات المتحدة بلا منافس، إلا أن عالم القطب الواحد تسبب بمشكلات نتج عنها تدخلاً أمريكياً في الشؤون الداخلية لخمسين دولة، سواءً كان ذلك بتغيير أنظمة أو غزو أو حتى اثارة القلاقل، وبذلك أصبح العالم يبحث عن فرصة للتعددية القطبية، ويرى بكين في طريقها لتكون منافساً مباشراً لواشنطن.اليوم يكثر الحديث عن مجموعة بريكس، كنواة لتشكل نظام عالمي موازٍ ومنافس للنظام الحالي، فمجموعة بريكس مكونة من 5 دول هي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، يمثل عدد سكانها 40٪؜ من سكان العالم، ومجموع ناتجها المحلي يتجاوز 30٪؜ من الناتج المحلي العالمي، أرقام تعكس قوة صاعدة لا يمكن تجاهلها، ستغير من توازن القوى، حيث تستهدف المجموعة خلق نظام اقتصادي يركز على التبادل المباشر بين الدول، مما يقوي العملات المحلية بتقليله الاعتماد على الدولار الأمريكي، وتقوم المجموعة باستمرار بدعوة عدة دول للانضمام إليها لتقوية موقفها، ومما جعل الفكرة رائجة هو هستيريا العقوبات الغربية على روسيا اثر غزوها أوكرانيا، مثل طردها من نظام سويفت، وتعليق مشاركاتها الاقتصادية والرياضية والأدبية، وغيرها من العقوبات التي تجاوزت 6000 عقوبة، وانعكاس تداعيات هذه العقوبات على الاقتصاد العالمي ككل، ليصل الألم شعوباً لا ناقة لهم ولا جمل في مناوشات قوى عظمى، ولذلك هي حريصة على دعوة دول أخرى للانضمام لها كالمملكة العربية السعودية والأرجنتين وتركيا وغيرهم، لتتحول بعد ذلك إلى بريكس بلس التي تعتبرها الصين خطوة تالية ضرورية.

تشدد مجموعة بريكس على أن ما يجمعها هو الاقتصاد فقط، وتستميت لتجنب أي مؤثرات جيوسياسية على نظامها، إلا أنه بالتأكيد من الصعب فصل السياسة عن الاقتصاد، ومن المستحيل تجاهل التحالفات التاريخية بين الدول، ولذلك عندما قال رئيس جنوب أفريقيا أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مهتم بالانضمام للمجموعة، دار الحديث أن ذلك ربما يتعارض مع علاقة الرياض بواشنطن كحليف استراتيجي، والبعض الآخر اعتبر ذلك جزء من مرحلة إعادة تعريف المصالح التي يعيشها العالم ككل، والتي لن تتجاهلها دول الخليج، الحليف التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وأحد ركائز البترودولار، جوهرة التاج الأمريكي.

الحقيقة أن دول الخليج تحتفظ بعلاقات رائعة مع الشرق والغرب، ودائماً تتعامل مع المتغيرات العالمية باتزان أقل اندفاعاً وأكثر حكمة، فبالتأكيد لو كُتب أن تنضم هذه الدول إلى أي تكتل، فهي ستدرسه بعناية، وستحافظ على مصالحها الاستراتيجية مع الجميع، وفق شروطها الخاصة، وبدون الاضرار بأحد.

جهاد العبيد - محلل سياسي واقتصادي - السعودية

&nb

مال وأعمال
Thumbnail

مخدرات الواتس اب

Thumbnail

قصة بيع يخت السلطان قابوس

Thumbnail

افلاس دولة

Thumbnail

أوجه التشابه