نفايات البلاستيك تغزو كوكب الأرض.. من أعلى الأنهار الجليدية إلى أعماق البحار

ميدار.نت - باريس
الطاقة والبيئة
30 مايو 2023
Cover

ميدار.نت - باريس

بدأ ممثلون لـ175 دولة اجتماعاتهم، في باريس أمس الاثنين، في محاولة للتوصل إلى معاهدة تساهم بوضع حد للتلوث البلاستيكي. 

كما تحضر المناقشات، التي تستمر 5 أيام، منظمات غير حكومية، فضلا عن ممثلي شركات في قطاع البلاستيك، الأمر الذي تأسّف له ناشطون في الدفاع عن البيئة.

وأشار تقرير لصحيفة لوفيغارو إلى أن البشر لا يعيدون تدوير إلا 9% فقط من النفايات حالياً، فيما الأرض مليئة بالنفايات البلاستيكية، من أعلى الأنهار الجليدية إلى أعماق البحار، حيث لا يوجد مكان على وجه الأرض بمنأى عن هذا التلوث.

وأشارت إلى أن الأمور وصلت إلى العثور حالياً في الطبيعة على الميكروبلاستيك، وقطره أقل من 5 ميليمترات، في الجليد قرب القطب الشمالي، وفي أحشاء الأسماك التي تسبح في زوايا أعماق المحيط.

وتقتل البقايا البلاستيكية سنوياً أكثر من مليون طير من الطيور البحرية، ونحو 100 ألف من الثدييّات البحرية، وفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

كما عُثر على قطع مجهرية من البلاستيك في دم البشر، وحليب ثدي الأمهات وفي المشيمة، ولذلك من الملحّ التصرف وممارسة الضغط على المجتمع الدولي، حتى يتم إبرام اتفاقية ملزمة في نهاية المفاوضات هذا الأسبوع، وفقاً للصحيفة الفرنسية.

 

قابل للتسميد

وبدأت الشركات في إنتاج البلاستيك القابل للتسميد، لكن وكالة التحول البيئي "أديمي" حذرت من أن ذلك ليس كافياً، وأشارت إلى أن هذه المواد البلاستيكية ليست لديها القدرة على التحلل البيولوجي في بيئة طبيعية، ولكن فقط في ظل ظروف سماد محددة للغاية (درجة الحرارة، كائنات دقيقة محددة، إلخ..).

وأكدت وكالة "أديمي" أن تحويل البلاستيك إلى سماد لا يعني إعادة التدوير، ولم تعد المادة متاحة لتصنيع منتج جديد، وأن تحللها ليس له قيمة للتسميد.

ويعد تسجيل الأشياء التي يمكن إعادة تدويرها، إشارة لا أهمية لها في بعض البلدان، سواء كان لإعادة استخدام زجاجة أو إعادة تدويرها.

وتعاني البشرية من صعوبات لإزالة سموم البلاستيك، لأن للبلاستيك مزايا عديدة، فهي خفيفة الوزن، سهلة التشكيل ومنخفضة التكلفة.

 

أرقام مقلقة

ويقصد بالتلوث البلاستيكي تراكم المنتجات البلاستيكية الاصطناعية في البيئة، لدرجة تتسبب بها بمشاكل للحياة البرية وموائلها، وكذلك للسكان البشر.

وبات التلوث البلاستيكي أحد أكثر القضايا البيئية أهمية، فهو مشكلة عالمية، حيث تم تقدير أن ما يقارب 7 مليارات طن، من أصل 9.2 مليار طن من البلاستيك المنتج في الفترة من 1950 وحتى الآن.

ولذلك فإن الزيادة السريعة في إنتاج المنتجات البلاستيكية، التي تستخدم لمرة واحدة أصبحت أكبر من قدرة العالم على التعامل معها، وتكثر هذه المشكلة في المناطق التي غالباً ما تكون أنظمة جمع القمامة، غير فعالة أو غير موجودة فيها، أو المناطق ذات معدلات إعادة التدوير المنخفضة.

يتم التخلص من المخلفات البلاستيكية بالعديد من الطرق، إلا أن أكثريتها تسبب تلوثاً بيئياً، حيث تم تقدير أن ما بين 4.8 مليون إلى 12.7 مليون طن من المخلفات البلاستيكية، يتم التخلص منه في المحيطات سنوياً من قبل البلدان ذات السواحل المحيطية.

&nb