ميدار.نت – الخرطوم

بعد خمس عقود من العطاء الموسيقي، عزف الموسيقار السوداني حافظ عبد الرحمن معزوفة الوداع أمس الجمعة، تاركاً خلفه آلة "الفلوت" حيدة، و81 مقطوعة موسيقية خالدة.

اكتسب الراحل عبد الرحمن قاعدة جماهيرية عريضة على المستويين المحلي والعالمي، بسبب تخصصه في آلة "الفلوت"، وأصدر عدد من ألبوماته في فرنسا، واعتبرته الصحافة الأوروبية كواحد من أبرز مواهب الموسيقى الأفريقية.

استخدمت مقطوعاته في عدد من الإذاعات حول العالم كإذاعة "بي بي سي" وصوت أميركا ومونت كارلو، وقدم فواصل موسيقية في عدد من المنصات العالمية من بينها مسرح مركز كينيدي في واشنطن.

وتركز المقاطع الموسيقية التي يؤلفها عبد الرحمن عادة على إنسان السودان البسيط، وتعبر في كل مرحلة عن الواقع المعاش.

حياة عبد الرحمن

وبدأ عبد الرحمن العزف في سبعينيات القرن الماضي، ودرس الموسيقى والدراما في جامعة السودان، وتعرف على آلة الفلوت لأول مرة العام 1981.

وقبل تخصصه بهذه الآلة، قدم عبد الرحمن مقاطع موسيقية لعدد من البرامج التلفزيونية والإذاعية في منتصف السبعينيات، بقيت حتى الآن تشكل جزءا مهما من الذاكرة الموسيقية في السودان.

واستخدمت مقطوعته الأولى "المرفأ القديم" شعارًا لبرنامج "دنقا دبنقا" الذي كان يحظى بمتابعة جماهيرية واسعة.

 ومن أشهر مقطوعاته ايضا "الأيام الخالدة" التي نشرت في ألبوم يحمل العنوان ذاته، والذي قامت بتوزيعه عالميًا شركة أمازون الأميركية، ليصبح بذلك أول ألبوم سوداني بموسيقى سودانية أصيلة على أمازون.

وفي المجمل ألّف عبدالرحمن ما يصل إلى 81 مقطوعة موسيقية على آلة الفلوت بكافة أنواعها، منها مقطوعة "حتى نلتقي" و"همس الأنامل" و "بين الذكرى والشجن" و"إيقاع الجبل".

وشارك في مسيرته بالعزف مع فنانين كبار مثل الراحل محمد وردي وغيره من عمالقة الفن السوداني.

سبب النجاح

ويرى الموسيقار وأستاذ الموسيقى في الجامعات السودانية كمال يوسف، أن الطابع الموسيقي الخاص الذي تميز به عبد الرحمن حقق له نجاحات كبيرة، وقرب موسيقاه تكويناً وأداءً من الوجدان الشعبي للإنسان السوداني.

ويتابع يوسف، "دخل عبد الرحمن الوجدان السوداني من الباب الواسع منذ بداياته قبل نصف قرنٍ من الزمان حيث تم توظيف إحدى مؤلفاته التي يؤديها على صفارة الأبنوس كشعار للبرنامج الإذاعي "رسائل المديريات" في منتصف سبعينات القرن الماضي".

&nb