شكسبير يتكلم اللهجة المصرية في "حلم ليلة صيف"

ميدار.نت - القاهرة
موسيقى وثقافة
المسرح
مسرحية
12 ديسمبر 2023
Cover

ميدار.نت - القاهرة

استضاف مسرح الفلكي في وسط القاهرة العرض المسرحي «حلم ليلة صيف»، للكاتب الإنجليزي الأشهر ويليم شكسبير، وبدلاً من الحوار بين الشخصيات باستخدام اللغة العربية الفصحى تحدثوا العامية المصرية مقدمين إحساساً جديداً للعمل.

احتفظ العرض ببنية العمل المسرحي لشكسبير، لكن استخدام العامية منحه مستوى جديداً من التلقي، فالأبطال يستمعون لأغنيات عامية، ويناوشون بعضهم البعض بكلمات يومية متداولة.

واستندت المسرحية إلى نص ترجمه الشاعر المصري عبد الرحيم يوسف، الذي قال: "ترجمت العمل قبل عشر سنين بعدما حدثني الصديق المخرج أحمد شوقي رؤوف عن حلمه بترجمة هذا النص إلى العامية وتقديمه في قالب موسيقي غنائي".

 

صعوبة الترجمة

وتابع يوسف، أنه اعتذر في البداية "تخوفاً من صعوبة ترجمة النص الشكسبيري من ناحية، وتخوفاً كذلك من الهجوم بسبب العامية كما هو معتاد"، لكنه اقتنع في النهاية وترجم النص كاملاً، وصاغ الأغاني ومساحات أخرى من النص بشكل مقفى وموزون.

ولفت المترجم عبد الرحيم يوسف إلى "أن جانباً كبيراً من تحدي العامية هنا نابع من النظرة المتعالية تجاه اللهجة العامية، خصوصاً عندما يكون النص لشكسبير، الذي تُمثل أعماله كلاسيكيات وعلامات في تكوين الثقافة العالمية الأدبية والمسرحية".

 وأشار إلى تقديم العرض عام 2014 على مسرح «الليسيه» بالإسكندرية، وكان «تجربة مهمة» بحسب وصفه، «لكنها لم تحظ بالتقدير الذي تستحقه».

ورغم أن أحداث المسرحية تدور في أثينا، وفقاً لنص شكسبير، فإن العرض المسرحي المصري تجاهل مكان الأحداث، وهو ما يُعلق عليه مُخرج العرض عمر رأفت قائلاً: "خلال معالجة النص بمشاركة الزميلة رندا عصام، قررنا ألا نجعل الأحداث تدور في أثينا كما في المسرحية الكلاسيكية، وكذلك جعلنا الأحداث وكأنها تدور في وقتنا المعاصر، ولكننا احتفظنا بملامح كلاسيكية، لا سيما في الديكور وملابس الأبطال؛ للحفاظ على سِحر عالم شكسبير".

وأضاف المخرج، أن العرض "يحتفظ في سينوغرافيته من الديكور وملابس الأبطال والمكياج، بحالة الغموض التي تكتنف الغابة مكان الأحداث، لا سيما دراما العُشاق والجان المشاكسين الذين يرتدون ملابس البشر".

 وتابع رأفت: "فيما يرتدي الملك ملابس الطبّاخ في مفارقة ساخرة، وتضع البطلة (هيلينا) سمّاعات كبيرة وتغرق في سماع أغنيات حزينة لأن حبيبها لا يُبادلها الحب، وهو ما عزز حالة الحِلم التي يبني عليه النص افتراضه: هل ما يحدث حلم أم حقيقة؟".

واعتبر رأفت أن "استخدام العامية في المسرح يستطيع جذب شريحة أكبر من الجمهور بشكل عام والاستفادة من إعادة تقديم نصوص مهمة ربما يقف حاجز اللغة أو التناول الكلاسيكي لها حائلاً دون جذب الجمهور إليها".

&nb