ميدار.نت - طوكيو

ابتكر المطورون العقاريون الصينيون والحكومات المحلية، استراتيجيات تسويقية غريبة لجذب مشتري المنازل، وصلت لحد تزويج المشتري أو تقديم سبيكة ذهبية.

وعرضت شركة عقارية إعلان فيديو، يحمل شعار اشتر منزلا واحصل على زوجة مجاناً، وكان الأمر تلاعب بالكلمات باستخدام نفس الأحرف في عبارة "اشتري منزلاً وأعطه لزوجتك"، وبدلاً من إغراء المشترين تسبب الإعلان بتغريم الشركة مبلغ 4184 دولار.

كما وعد مجمع سكني في مقاطعة تشجيانغ شرقي الصين العام الماضي بمنح مشتري المنازل سبيكة ذهب وزنها 10 جرام.

وجاءت هذه العروض لمواجهة أزمة العقارات في الصين، التي أسفرت عن تباطؤ الاقتصاد، وتسببت في تسريح أعداد كبيرة من العمال، ودفعت شركات ضخمة إلى حافة الانهيار.

وانخفضت مبيعات المنازل المبنية حديثاَ في الصين بنسبة 6% العام الماضي، كما انخفضت أسعار المنازل المستعملة في أغنى أربع مدن: بكين وشانغهاي وفوانغتشو وشنتشن، بنسبة تتراوح بين 11% و 14% في ديسمبر، مقارنة بالعام السابق.

وسببت الظروف الحالية، تراجع عدد المشاريع الجديدة، كما أصبح أصحاب المنازل يسددون رهونهم العقارية في وقت مبكر ويقترضون أقل.

كما أصبحت الشركات العقارية التي كانت مزدهرة ذات يوم عالقة في مفاوضات مطولة مع المستثمرين الأجانب، بعد التخلف عن سداد حوالي 125 مليار دولار من السندات الخارجية بين عام 2020 وأواخر عام 2023، وفقاً لأرقام وكالة إس أند بي غلوبال للتصنيف.

وأيضاً تخلف أكثر من 50 مطورًا معظمهم من القطاع الخاص عن سداد ديونهم، وفي المقابل ما زال لدى المطورين الملايين من المنازل غير المكتملة التي تم بيعها ولكن لم تسلم.

وخصصت السلطات الصينية مليارات الدولارات لمساعدة شركات البناء على استكمال الشقق، لكن المأزق آخذ في التزايد.

تغير النظرة

وبرأي ريموند يونج، كبير الاقتصاديين الصينيين في بنك ANZ، حدث تحول أساسي في الطريقة التي ينظر بها الشعب الصيني إلى قطاع العقارات، حيث لم يعد ينظر إلى الإسكان على أنه استثمار آمن.

وبالتالي، ليس هناك الكثير من الناس يشترون، أو يستطيعون الشراء، أو يرغبون في الشراء.

وقال ليو يوان، رئيس أبحاث العقارات في شركة Centaline، إنه بدون مساعدة الحكومة، ستحتاج أسعار المنازل الجديدة إلى الانخفاض بنسبة 50% أخرى عن المستويات الحالية قبل أن تصل إلى القاع. وقال ليو إن هذا يعتمد على افتراض أن نقطة التحول لن تأتي إلا عندما يكون شراء المنازل أرخص من استئجار المنازل.

وفي المقابل، قالت هيلين تشياو، كبيرة الاقتصاديين الصينيين في بنك أوف أميركا، إنه في النصف الأول من هذا العام، سيعود مشترو المنازل المستعملة تدريجياً إلى سوق المنازل الجديدة وسيدعمون هذا القطاع. وقالت تشياو: "سوف تتحسن الأمور ببطء من هنا".