جزيرة تسعى لتكون أول دولة تواجه التغيرات المناخية

ميدار.نت - دومينيكا
الطاقة والبيئة
تغير المناخ
جزيرة
02 يناير 2024
Cover

ميدار.نت - دومينيكا

تتجه دومينيكا، لتقديم نموذجاً لافتاً في العالم، حول القدرة على مواجهة التغيرات المناخية، رغم أنها دولة صغيرة محاطة بالمياه من كل جانب.

وتعتبر دومينيكا جزيرة صغيرة في الكاريبي، ضرب إعصار ماريا في عام 2017، وخلف دماراً كبيراً لا يمكن لدول أكبر أن تتخيله.

حيث تسبب الإعصار المصنف من الفئة الخامسة في تدمير 98٪ من أسطح المباني، وألحق أضراراً بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي (950 مليون جنيه استرليني)، كما خسرت دومينيكا فعلياً 226% من ناتجها المحلي الإجمالي.

وبسبب تضاريس دومينيكا الجبلية ومنحدراتها الشديدة في كل مكان، فإن معظم البلاد معرضة إما للانهيارات الأرضية أو الفيضانات، ولهذا السبب، احتلت دومينيكا المرتبة 11 الأكثر تعرضًا للخطر من بين 150 دولة في مؤشر مخاطر المناخ العالمي لعام 2021.

لكن الجزيرة رفضت البقاء مكتوفة الأيدي، ووضع روزفلت سكيريت رئيس الوزراء فيها مشروعاً طموحًا لجعل بلده أول دولة قادرة على التكيف مع المناخ.

وتقوم الخطة على أربعة مبادئ حاسمة، المبدأ الأول هو الشراء من الجميع، إذ يجب على الحكومة أن تعمل عبر الصوامع ولا يمكن لأي وكالة أو إدارة واحدة أن تكون مسؤولة عن بناء القدرة على الصمود.

ويتعلق الأمر بالزراعة والإسكان والطرق، وأيضاً في كيفية ومكان بناء البنية التحتية فيما يتعلق بالمنحدرات والأنهار والبحر. يتعلق الأمر أيضًا بالتعليم والاشتراك، لضمان قدرة سكان الجزيرة على لعب دورهم بفعالية.

 

الموارد الطبيعية

ثاني عناصر الخطة، هو الاعتماد على الموارد الطبيعية، فحوالي ثلثي مساحة دومينيكا مغطاة بالنباتات الطبيعية والغابات، توفر هذه النباتات والشعاب المرجانية المحيطة بالجزيرة منطقة عازلة مهمة ضد الرياح والأمواج وبالتالي يجب حمايتها.

كما يمكن للأصول الطبيعية في دومينيكا أيضًا أن تغذي نموها، فهي تهدف أن تصبح محايدة للكربون من خلال إنتاج الطاقة المتجددة محليًا بنسبة 100%، وتصديرها إلى جوادلوب ومارتينيك المجاورتين.

 

التعلم من التاريخ

لم يتوافق إن اقتصاد المزارع الذي فُرض على دومينيكا في ظل الحكم البريطاني، مع طبيعة الجزيرة وتضاريسها الصعبة، لهذا تواترت الصدمات الاقتصادية والبيئية، وفشلت كل تلك المحاصيل، وقضت عليه الأعاصير والأمراض وارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

لكن في المقابل، تضم دومينيكا أيضًا أكبر مجتمع متبقٍ من السكان الأصليين في منطقة البحر الكاريبي، ويمارس شعب كاليناجو ممارسات زراعية تجمع بين تنويع المحاصيل وأساليب الزراعة التي تساعد في تثبيت المنحدرات.

أما رابع مبادئ البرنامج فتقوم على التضامن مع الجزر الأخرى، وينبغي النظر إلى مخطط المناخ في دومينيكا باعتباره فرصة للمانحين وشركاء التنمية لدعم رؤية موجودة بالفعل، ولكن هناك عوامل جيوسياسية تلعب دوراً هنا أيضاً.

فقد أفاد مركز الأبحاث ODI إلى أن الدول الجزرية الصغيرة النامية تلقت تمويلًا أقل بأربعة أضعاف من أجل مرونة المناخ مقارنة بالدول الأقل نموًا، كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي، وجدت دول مثل دومينيكا أن التغلب على البيروقراطيات يمثل تحديًا كبيرًا للوصول إلى هذا التمويل الحيوي.

&nb