ميدار.نت - كاليفورنيا

تكبدت شركة ألفابيت (مالكة جوجل) خسائر تناهز 100 مليار دولار من قيمتها السوقية مع إغلاق الأسواق يوم أمس، بسبب معلومة خاطئة قدمها روبوت الدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي (بارد Bard) الذي سرّعت الشركة إطلاقه ليدخل على خط المنافسة بوجه روبوت الدردشة ChatGPT بعدما سجل حضوراً وانتشاراً كبيرين منذ إطلاقه مؤخراً.

وضاعف من حجم المشكلة التي أسفرت عن انخفاض ثقة أصحاب الأسهم بالروبوت والشركة أن الخطأ جاء ضمن الفيديو الدعائي الذي نشرته جوجل أثناء مؤتمرها الصحفي الذي أعلنت فيها عن (بارد)، وفق تقرير أوردته وكالة رويترز.

وتضمن مقطع الفيديو الدعائي مثالاً للأسئلة التي يستطيع الروبوت الإجابة عنها، حيث طُرح السؤال بصيغة: "ما هي الاكتشافات الجديدة من تلسكوب جيمس ويب التي أستطيع إخبار ابني الذي يبلغ من العمر 9 سنوات عنها؟".

جوجل تبرر

وجاءت الإجابة بشكل نقاط مُبسطة كما يطلب السؤال، إلا أنها احتوت على خطأ حيث ورد في إحدى النقاط بأن (جيمس ويب) التقط أول صورة لكوكب يقع خارج مجموعتنا الشمسية. لكن سُرعان ما التقط الناس هذا الخطأ، ومنهم علماء متخصصون بالفلك نشروا تغريدات عبّروا فيها عن استيائهم من برنامج، جوجل لأن أول صورة التُقِطت من هذا النوع كانت في العام 2004، وهي معلومة معروفة وموثقة على موقع وكالة أبحاث الفضاء (ناسا).

وفي ردة فعلها الأولية، قالت جوجل في تصريح لموقع The Verge الإلكتروني بأن هذا "يوضح أهمية الاختبارات الصارمة، وهو ما بدأنا بفعله ضمن برنامج  Trusted Tester" في إشارة إلى برنامج الشركة الذي تسمح فيه لمجموعة من المُستخدمين بتجربة خدماتها الجديدة وإبداء الرأي حولها.
وأضاف المتحدث باسم الشركة بأنها ستجمع الآراء من تجارب المُستخدمين وتجاربها الخاصة بهدف تحسين البرنامج.

وفي حين أن فقدان ثقة المستثمرين بدقة نتائج البحث القائم على الذكاء الاصطناعي من جوجل أدت إلى التراجع الكبير في حصتها السوقية، صعدت أسهم شركة مايكروسوفت بنسبة 3%.

وكانت الشركة قد أعلنت قبل يومٍ واحد عن نموذجها الخاص للذكاء الاصطناعي الذي تعتزم دمجه بمحرك بحثها Bing.

دمج النماذج بمحركات البحث

وتعتزم كل من جوجل ومايكروسوفت دمج نماذجهما الجديدة بمُحرّكات البحث الخاصة بهما، بحيث يمكن للمُستخدم طرح الأسئلة بلغة طبيعية للحصول على إجابة مُباشرة ومُختصرة تظهر إلى جانب نتائج البحث التقليدية.

وأبدى العديد من المتابعين تخوّفهم من عدم دقة النتائج التي تقدمها روبوتات الذكاء الاصطناعي، فبعد أن كان يُنظر إلى محركات البحث على أنها مصادر موثوقة للحصول على المعلومة، يخشى الكثيرون من إمكانية الحصول على معلومات غير صحيحة حول عبارات بحثهم.

وكانت جوجل قد ذكرت في تدوينتها التي أعلنت فيها إطلاق روبوتها الذكي، بأن (بارد) يعمل حاليًا على نسخة خفيفة من نموذجها اللغوي وهي نسخة أصغر حجمًا وأقل استهلاكًا للقدرة الحاسوبية، وهو ما يُساعد جوجل على تقديم الخدمة لعدد أكبر من المستخدمين للحصول على الملاحظات والاقتراحات بشكل أسرع.

ومن الجدير بالذكر أن كلاً من النسخ الجديدة من مُحرّكي جوجل ومنافستها مايكروسوفت ما زالت متاحة بشكل تجريبي ضيق ولم تتوفر بعد لعموم المستخدمين.