ميدار.نت - الخرطوم

تعيش السودان مخاوف من فقدان آلاف السلالات الوراثية النباتية المتنوعة للأغذية والزراعة، وذلك بعد استهداف بنك الموارد الوراثية (بنك الجينات) الذيّ يمثل ثراء التنوع البيولوجي الزراعي في السودان.

ويحفظ بنك الجينات عادة عينات بذور لأكثر من 15 ألف مدخل، التي جرى جمعها من مختلف أقاليم السودان خلال الـ40 عاما.

كما يضم البنك بعض المداخيل، التي تمثل العديد من أصناف المزارعين المحلية والتقليدية والقديمة، والأقارب البرية لكثير من المحاصيل الزراعية في السودان مثل الذرة (الذرة الرفيعة)، والدخن والسمسم والفول السوداني واللوبيا والفول المصري وحب البطيخ والقرع العسلي والبامية والطماطم والفلفل الحار والكركديه.

وشرح المدير السابق لمركز صيانة وبحوث الموارد الوراثية النباتية الزراعية الطاهر إبراهيم محمد، "تمثل الموجودات موارد وراثية نباتية للأغذية والزراعة، وموروث متراكم عبر القرون والأجيال، ومواد أساسية للبحوث العلمية ولبرامج التربية والتحسين الوراثي داخل السودان أو خارجه، لأجل استدامة وتطوير الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي والتغذوي والبيئي.

وأضاف إبراهيم، تعرض البنك للاعتداء، ونهبت كثير من معداته، خاصة المبردات التي تحفظ فيها عينات البذور للمدى الطويل، كما تمت بعثرة مظاريف عينات البذور على أرضيات الغرف وخارجها، مما يعرضها للتدهور والتلف.

صعوبة الإحصاء

ومن جانبه، أقرّ مدير مركز بحوث التقانة والسلامة الحيوية -هيئة البحوث الزراعية- طلال سيد عبد الحليم بصعوبة حصر حجم الضرر على بنك الموارد الوراثية لعدم وجود زيارات ميدانية.

وأضاف "إذا فقدت هذه الموارد الوراثية، وباتت خارج المنظومة سيكون لذلك تأثير حقيقي على الأمن الغذائي".

وشرح طلال سيد أن الخطوة المهمة والعاجلة هي نقل البذور لمناطق آمنة وإرسالها بقبو سفالبارد العالمي للبذور الذي أنشأته حكومة النرويج، وصمم لحفظ البذور في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة.

وكشف طلال عن نقل 3 آلاف و200 نسخة بمبادرات من منظمات عالمية تم إيداعها بقبو سفالبارد العالمي قبل انتقال المعارك إلى ود مدني، داعيا إلى توفير الدعم لنقل ما تبقى من بذور.

تقليل الأهمية

بالمقابل قلل المهندس الزراعي بإدارة الأمن الغذائي عمار حسن بشير من حدوث تأثير محتمل للتهديد الذي يواجه بنك الجينات على النظام الغذائي في السودان على المدى القريب.

مشيرا إلى أن النظام الغذائي الحالي لن يتأثر، لجهة أنه بنك علمي بحثي مختص بالنباتات، ويحفظ التدرج الخاص بسلالاتها، ويمكن حدوث تهديد لتوافر الغذاء الناتج عن هذه النباتات، في حده الأدنى وقواعده الأساسية على المدى البعيد.