متحف أمريكي يراهن على التراث الأفريقي بدلاً من الغربي

ميدار.نت - نيويورك
موسيقى وثقافة
المتحف
14 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت - نيويورك

قرر متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، اعتماد خطة جديدة تتجه لتقليل التركيز على الغرب، والانفتاح أكثر على أفريقيا وتاريخها الثقافي الممتد على ثلاثة آلاف عام.

ويرغب المتحف في تسليط الضوء على أربعة آلاف عمل أفريقي (من إجمالي 1,5 مليون قطعة) مرتبطة بأكثر من مئتي ثقافة ممتدة على ثلاثة آلاف عام في حوالى 40 بلدا في المنطقة المعروفة حاليا بأفريقيا جنوب الصحراء.

بعد أعمال تجديد كلّفت عشرات ملايين الدولارات، يعيد متحف متروبوليتان عام 2025 فتح جناحه “مايكل س. روكفلر” الذي يستضيف منذ عام 1982 جميع فنون أفريقيا، ولكن أيضا أوقيانيا وأميركا قبل الاستعمار الأوروبي.

ويريد المتحف من هذه الخطوة، جذب المزيد من الزائرين الأميركيين من أصل أفريقي ومن أفارقة الشتات، وفق ما يقر المدير العام لمتحف متروبوليتان ماكس هولين في مقابلة معه.

وقال هولين: “أردنا هندسة معمارية وسينوغرافيا جديدتين تماما لعرض الفنون الأفريقية”، ويضيف بأنه قبل أكثر من 40 عاما، “كان جناح روكفلر سجل بالفعل تطورا كبيرا لهذا المتحف” الذي أسسه وموّله رعاة ورجال أعمال وجامعون أميركيون للأعمال الفنية من أوروبا وأميركا وآسيا والشرق الأوسط وحتى من العصور القديمة اليونانية والرومانية.

وشرح هولين “نريد التأكد من أن منظورنا لم يعد متمركزا حول الغرب أو متمحورا حول أوروبا”.

وبالنسبة لماكس هولين، لا ينبغي “أن ننظر بعد الآن إلى هذه الأشياء لمجرد أنها أثّرت على الفن الأوروبي الحديث”، أو “أن نجد منحوتات الماوري رائعة لأنها فتنت الفنانين الفرنسيين في أوائل القرن العشرين”.

 

السياق المحلي

من أجل “الانخراط بشكل أكبر” في أفريقيا ووضع الأعمال في سياقها المحلي، سافر ماكس هولين إلى جنوب إفريقيا وزيمبابوي وتنزانيا في نهاية مارس للقاء أمناء المتاحف والمؤرخين والفنانين المعاصرين.

وفي جولته تلك، تمكن رئيس متروبوليتان من الوصول إلى مواقع أثرية استثنائية: زيمبابوي العظمى، وهي أطلال مدينة من العصور الوسطى في جنوب هذه الدولة الواقعة في الجنوب الإفريقي، والجزيرة التنزانية كيلوا كيسيواني، وهي بقايا مدينة من العصور الوسطى مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

وستُعرض مقاطع فيديو تحتوي على معلومات جديدة عن هذه المواقع في جناح روكفلر.

ويقول ماكس هولين “الفن الأفريقي هو أيضا التراث الثقافي للأميركيين من أصل أفريقي في الولايات المتحدة الذين لا يمثلون مجتمعا صغيرا”، مؤكدا على “علاقاتهم العميقة” مع أفريقيا.

ويخلص مدير المتحف إلى القول “إنها مسؤولية كبيرة بالنسبة لنا ألا نكتفي بالاهتمام (بالأعمال)، ولكن أيضا أن نضمن إمكانية الوصول إليها في مدينة متعددة الثقافات مثل نيويورك”.

&nb