زراعة "واحة بطيخ" في أبرد بقعة على الكوكب

ميدار.نت - القطب الجنوبي
الزراعة
القطب الجنوبي
البطيخ
العلماء
03 أغسطس 2023
Cover

ميدار.نت - موسكو

تمكّن علماء روس من زراعة البطيخ في مكان لا يمكن توقعه على الإطلاق، حيث يتعرض لبرودة شديدة، وعوامل تجعله معزولاً عن النباتات والبشر.

حُقق هذا الإنجاز الزراعي ضمن تجربة في محطة "فوستوك"، وهي محطة أبحاث روسية تقع في القطب الجنوبي البارد.

وتُعتبر محطة "فوستوك" من بين أبرد المناطق على وجه الأرض، حيث سجلت درجات حرارة وصلت إلى درجة التجمد -128.6 درجة فهرنهايت (-89.2 درجة مئوية).

واختيرت هذه المحطة لإجراء التجربة الزراعية الهامة، لتوفير بيئة ملائمة لنمو البطيخ.

وقام باحثون من معهد أبحاث القطب الشمالي والقطب الجنوبي (AARI) بالتعاون مع معهد البحوث الفيزيائية الزراعية ومعهد المشاكل الطبية الحيوية، بإنشاء واحة صناعية محاكة للظروف الطبيعية.

وتمكنوا من زيادة درجات الحرارة والرطوبة لتكون مواتية لنمو هذه الفاكهة الغنية بالسوائل.

واختار الفريق بعناية نوعين من البطيخ ينضجان مبكرًا ويتكيّفان مع الظروف القاسية، وتمّت زراعة البذور في طبقة رقيقة من التربة البديلة وتم تلقيحها يدويًا بسبب عدم وجود حشرات للتلقيح.

 

ثمار ناضجة وطعم حلو

وبعد 103 أيام من زراعة البذور، قطفت 8 بطيخات ناضجة وبطعم حلو، موزّعة على 6 نباتات مختلفة، وبأقطار تصل إلى 5 بوصات (13 سم) ووزن يصل إلى 1 كيلوغرام تقريبًا.

وتمثل هذه التجربة إنجازًا كبيرًا يُظهر إمكانية زراعة البطيخ في الظروف القطبية القاسية وتقديم وجبة خفيفة مميزة للعلماء العاملين في هذه المناطق الصعبة.

يُذكر أن محطة "فوستوك" ليست مجرد محطة بحثية عادية، فقد سبق وأن نجح الباحثون في زراعة مجموعة متنوعة من النباتات بها، مثل الشبت والريحان والبقدونس والجرجير والملفوف في عام 2020."

 

محطة "فوستوك"

محطة فوستوك هي محطة أبحاث روسية تقع بالقرب من القطب الجنوبي الذي يصعب الوصول إليه والقطب الجنوبي الجيومغنطيسي، مما يجعلها من أفضل المناطق لدراسة الغلاف المغناطيسي للأرض، ودراسات أخرى مثل الجيوفيزياء، والطب، وعلم المناخ، وقياس الإشعاع الحراري.

أسسها الاتحاد السوفيتي في عام 1957 وتمت تسميتها نسبة إلى فوستوك، وهي السفينة الرئيسة في أول بعثة استكشافية روسية في القطب الجنوبي، والتي كان يقودها القبطان فابيان فون بيلنجشاسين.