العالم يتهافت على النحاس في زمن الطاقات النظيفة

Cover

ميدار.نت - دبي

بهدوء ودون ضجة إعلامية، يتجه الطلب على النحاس للارتفاع بشكل كبير، باعتبار أن أهميته تساوي بل وتزيد على أهمية الليثيوم وعناصر التربة النادرة، فيما يتعلق بالتحول للطاقة النظيفة.

ومن المفترض أن تمتص السيارات الكهربائية وبطارياتها وحدها ثلث الاحتياجات المستقبلية، حيث تحتاج كل سيارة إلى ما لا يقل عن 80 إلى 100 كيلوغرام من النحاس بينما تحتاج منه السيارة التقليدية إلى حوالي عشرين كيلو.

وفي مجال الطاقة الشمسية، تتضاعف الاحتياجات حوالي خمس مرات مقارنة بالاحتياجات المطلوبة في محطات الطاقة الحرارية التي تعمل بالغاز. وذلك دون أن ننسى توربينات الرياح البحرية، التي، لكي يتم توصيلها بالشاطئ، تحتاج إلى أعداد هائلة من الكابلات.

 

الجهاز العصبي

وقال الخبير في المعادن دبليو اتش اللين: "إذا كان الفولاذ يوفر الهيكل العظمي لعالمنا ويعزز لحمه، فالنحاس هو الجهاز العصبي للحضارة، والدوائر والكابلات التي لا نراها أبداً ولكن بدونها لا يمكننا أن نتحرّك".

ويوجد هذا الذهب الأحمر في قطاع البناء، كما وهو موجود في شبكات الكهرباء وفي ما يسمى بالسلع الاستهلاكية منخفضة الكربون.

وقال كريستوف بوانسوت، نائب المدير العام لمكتب البحوث الجيولوجية والتعدين "بي آرجي ام": "نراقب هذا المعدن عن كثب. وحيث توجد الكهرباء، تظهر أهمية النحاس، وفيما ننشره في كل مكان تقريبا لإزالة الكربون من الكوكب، يتعين علينا أن نتوقع توترات للحصول عليه".

 

تأمين النحاس

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية حدوث زيادة في الطلب العالمي على النحاس بنسبة 40% بحلول عام 2040.

وعلى المدى القصير، يبدو أن هناك إجماعاً على أنه لن يكون هناك نقص عالمي بل اختلالات مؤقتة في الزمان والمكان، كما قال غيوم بيترون، الباحث المشارك في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية "ايريس".

وأضاف: "على المدى الطويل، لا تزال المخاوف قائمة بسبب الاستثمار غير الكافي والذي قد يؤدي إلى النقص في غضون نحو خمسة عشر عاماً".

وإذا نظرنا إلى احتياطيات النحاس الموجودة على الكرة الأرضية اليوم، فقد ارتفعت كميته من 50 مليون طن المعروفة في جميع أنحاء العالم إلى 870 مليون طن.

ولفت بيترون "السؤال الذي يطرح نفسه هنا، لم يعد ما إذا كان هناك ما يكفي من المعادن في باطن الأرض لدينا للقيام بهذا التحول، ولكن ما إذا كان بإمكاننا استخراجها من قشرة الأرض بسرعة تتوافق مع معدل التطور الذي حددناه بأنفسنا".