السويد تخسر ملايين الدولارات بسبب "الطلاق الصوري"

ميدار.نت - استوكهولم
السويد
20 مارس 2024
Cover

ميدار.نت - استوكهولم

احتال بعض المهاجرين في السويد على نظام الرفاه الاجتماعي السويدي، من أجل زيادة دخلهم وتحسين وضعهم المادي، وذلك بإعلان طلاقهما أمام المحاكم المحلية والاستمرار بالعيش سوية بالسر.

 وحصل أصحاب هذا الاحتيال على مساعدات مالية ليست من حقهم، وبلغت خلال عامين أكثر من 18 مليون دولار أميركي.

ومن هذه الأمثلة السيدة تقول ميمونة، والتي دفعها ارتفاع تكلفة المعيشة للتفكير في آلية لتأمين احتياجات أسرتها، فأقنعت زوجها بـ"الانفصال الصوري"، حتى تحصل على مساعدة تشمل بدلاً للإيجار وتكاليف النقل ونفقات الأطفال وتصل إلى 170 ألف كرونة (16.441 ألف دولار أميركي) سنوياً في حدها الأدنى.

 وتعتقد ميمونة، أنها لم ترتكب وزوجها مخالفة لأن انفصالهما رسمي فقط أمام السجل المدني في مصلحة الضرائب بالسويد لكن ما زال يربطهما عقد شرعي (ديني).

 

طلاق شرعي

ويرد الشيخ سعيد عزام رئيس مجلس الإفتاء السويدي (هيئة مستقلة)، على هذه الادعاءات، مؤكداً أنّ الزوجين في حال تطلقا أمام المحكمة السويدية وسجلا ذلك في سجلات مصلحة الضرائب، فإنّ الطلاق يقع شرعاً، وهو ما تؤكده فتوى مجلس الإفتاء الأوروبي (مستقلةٌ تتكون من مجموعة من العلماء مقرها أيرلندا)، قائلاً: "إن عادا إلى بعضهما تحايلاً من أجل نيل مال ليس من حقهما فهذا محرم أيضاً".

وفسرت السكرتيرة الصحافية في وكالة التأمينات الاجتماعية Försäkringskassan (حكومية مسؤولة عن المنح والبدالات للأسر) أنجليكا فالغرين، كيف تجرى عملية الانفصال الصوري بقولها إنّ "الزوجين يتفقان على الانفصال على الورق ويغيران عنوان إقامتهما ليتبين لدى الجهات الحكومية أنّ كلّاً منهما يعيش في مكان مختلف، بينما فعلياً يعيشان معاً".

وتابعت فالغرين، بأنه يقع سيناريو آخر حين يغير الرجل مكان إقامته ليظهر وكأنه انتقل للإقامة في إحدى الدول الإسكندنافية الأخرى لكنّه يعود للعيش فعلياً مع زوجته وأطفاله في السويد، بخاصة أنّ المواطن لديه ميزة الانتقال بين هذه الدول بحُرية، وفي المقابل، تستمر المرأة بتلقي المساعدات باعتبارها مقيمة بمفردها.

تكشف نتائج التحقيقات التي أجرتها وكالة التأمينات الاجتماعية، أن الوكالة حققت في 6790 حالة انفصال وهمي بين عامي 2020 و2022، وأحالت 1082 قضية إلى جهاز الشرطة السويدية، وتبين نتائج التحقيقات التي كشفت احتيال الأزواج أنهم تمكنوا من الحصول على مساعدات بلغت في مجملها 192.926 مليون كرونة (18 مليوناً و743 ألف دولار أميركي) من أموال دافعي الضرائب.