أين ذهب زوار عاصمة السياحة المغربية بعد الزلزال؟

ميدار.نت - مراكش
المغرب
مراكش
10 سبتمبر 2023
Cover

ميدار.نت - مراكش

فقدت مراكش العاصمة السياحية للمملكة المغربية الكثير من زوارها وسط مخاوف من أزمة تضرب هذا النشاط الرئيسي لاقتصادها، وبات شبح الركود يخيم على المدينة التي كانت تعج بالنشاط قبل الواقعة المؤلمة.

وتسببت الكارثة بإلغاء حجوزات بعضها مبرمج حتى أكتوبر، وفق ما ذكر مهنيون وتجار.

 

سياح باقون

ورغم الظروف الصعبة لكن مازال هناك بعض السياح، ومنهم السائحة الألمانية كيرين فيشر التي قررت البقاء، وقالت: "لن نجعل الزلزال يفسد كل شيء. لم نتلق إنذارات باحتمال خطر كبير ففضلنا بالتالي الاستمرار في برنامجنا".

وكانت كيرين بصدد القيام بجولة سياحية برفقة مجموعة من أربعة مسافرين، ولن تم إجلاؤهم جميعا من الفندق الذي كانوا فيه عندما اهتزت الأرض تحت أقدامهم ليل الجمعة.

ومن جهته قال السائح دومينيك أوبير (26 عاماً) "لا نزال مترددين هل نغادر أم لا، لكن الأمور تبدو نسبيا آمنة. إذا بقينا فسنساهم بكل تواضع في دعم المغاربة".

بدوره، أشار المرشد السياحي الذي يرافق كيرين ومجموعتها إلى أن القيام بجولة كاملة حول المدينة العتيقة يبدو غير مؤكد، "لكن المرور عبر جل محطاتها ممكن".

وقبالة الموقع الذي كانت تتجول فيه كيرين تنتصب الأبواب الخشبية العالية لقصر الباهية لكنها مغلقة في وجه الزوار، فيما تظهر قطع قرميد ملقاة على الأرض بعدما تحطمت من وقع الزلزال. وقد بني هذا المعلم السياحي في القرن التاسع عشر.

وعلى طول العديد من الأزقة الضيقة تتخلل الشقوق الكثير من جدران البيوت المصبوغة باللون الأحمر المميز للمدينة، فيما هدم بعضها تماما

وغير بعيد من المكان يطلب ثلاثة سياح إيطاليين معلومات من رجال الأمن حول المواقع التي لا تزال مفتوحة أمام الزوار.

وبحسب تقرير للوكالة الفرنسية، فضل هؤلاء الزوار عدم تقصير مدة رحلتهم، تماما كما هو الشأن بالنسبة لزوجين يحتسيان الشاي في شرفة مقهى تزين جدرانه قطع رخام، أو أيضا بالنسبة إلى سائحة تفاوض بائعا في أحد المتاجر السياحية القليلة حول سعر حقيبة جلدية، مغطية رأسها بقبعة نسجت من خصلات القش.

وفي ساحة جامع الفنا الشهيرة وسط المدينة اتخذ باعة العطور والمرطبات أماكنهم المعتادة بعدما احتلها سكان من الأحياء المجاورة اضطروا لقضاء الليل تحت العراء، بسبب تهدم بيوتهم أو إصابتها بأضرار.

وتحتضن مراكش تراثا عريقا منذ تشييدها بحدود العام 1070 حيث كانت لقرون طويلة عاصمة الدولة المغربية بدءا من عهد المرابطين، ومركزا ثقافيا واقتصاديا. وهي مصنفة تراثا إنسانيا من منظمة اليونسكو.

وكان القطاع استعاد عافيته هذا العام في المغرب عموما ومراكش خصوصا، بحيث زار المملكة نحو 6,5 مليون سائح معظمهم أوروبيون خلال النصف الأول من 2023، حصلت مراكش وحدها على أكثر من 4,3 ملايين سائح.

&nb