ألمانيا تتجه إلى الطلاب لحل أزمة المترو والترامواي

ميدار.نت - برلين
ألمانيا
26 مارس 2024
Cover

ميدار.نت - برلين

تحتاج إحدى البلدات الألمانية إلى تعيين 160 سائقاً جديداً كل عام لمركبات المترو والترامواي والحافلات مجتمعة، لكن هذا الهدف لا يتحقق بسهولة في ظل النقص الحاد في العمالة، وخاصة في قطاع النقل.

وقال مدير التوظيف والتدريب في شركة النقل في نورمبرغ هارالد روبن «لن نحقق الهدف إلا إذا استغللنا كل الإمكانيات الموجودة»، ومن هذه الإمكانات توظيف طلاب الجامعات، لذلك، نشرت الوكالة عروض عمل تستهدف الطلاب، وتقدّم وظائف بدوام جزئي تتوافق مع جداول الجامعة.

وليست نورمبرغ في جنوب ألمانيا المدينة الوحيدة التي تستخدم هذه الاستراتيجية، ففي ميونيخ، تروّج هيئة النقل المحلية لوظيفة طلابية «رائعة» تشمل اشتراكاً مجانياً للسفر في جميع أنحاء المدينة.

وأيضاً في مانهايم بغرب البلاد، أنشئت شراكة سُميت «Drive and Study» («القيادة والدراسة») مع الجامعة المحلية للعلوم التطبيقية.

وبسبب نقص العمالة، اضطرت عدة مدن إلى تقليص وتيرة وسائل النقل المحلية في بعض الأحيان، كما أضرب موظفو قطاع النقل العام في جميع أنحاء ألمانيا في الأسابيع الأخيرة لتسليط الضوء على تدهور ظروف عملهم.

وأبلغت شركات محلية عدة مشغلة لوسائل النقل عن وجود 20 إلى 30% من الوظائف الشاغرة، بحسب اتحاد النقل «فيردي».

 

الزي الأحمر والأزرق

وللحصول على الوظيفة الجديدة، يخضع الطلاب لدورة تدريبية سريعة مدتها أربعة أسابيع خلال إجازاتهم الجامعية، فيما التدريب «العادي» يستمر ضعف هذه الفترة تقريباً.

ويشمل التدريب ساعات عدة يومياً من التمارين النظرية والتطبيقية على متن جهاز محاكاة، ثم على قطار ترامواي حقيقي. كل ذلك تكمله «فروض» يتعين إنجازها في المنزل.

وفي نورمبرغ، يرتدي الطلاب السائقون الزي الأحمر والأزرق الخاص بشركة النقل المحلية. ويجب ألا يقل عمرهم عن 21 عاماً وأن تكون لديهم رخصة قيادة.

من بين 36 طلباً تلقتها، وظّفت شركة النقل المحلية خمسة طلاب، بينهم بنديكت هانه الذي لم يكن يتخيل نفسه أبداً سائق ترامواي، لكن بشكل عام لا يخيفه الانتقال من الحصص الدراسية إلى قمرة القيادة في اليوم نفسه.

ويتشوق بنديكت ليجوب شوارع المدينة في الترامواي «الخاص به». ويقول «يعتقد زملائي أن الأمر رائع حقاً، وكذلك عائلتي. سوف يستقلون الترام الخاص بي، هذا أمر مؤكد».

وبعد اجتياز اختبار القيادة وتمضية بضعة أيام على السكة برفقة مدرب، سيجد بنديكت نفسه وحيداً في قيادة المركبة، لعشرين ساعة في الأسبوع، مقابل أجر يوازي معدّل الأجور التي يتقاضاها سائر العاملون في القطاع.

&nb