هل سيحرم التغير المناخي العالم أصنافاً من المحاصيل؟

Cover

ميدار.نت - واشنطن

يسعى علماء المحاصيل لاستباق الطقس غير المستقر بوضع تصورات تساعدهم على التكيف، لكن الوقت على ما يبدو ليس في صالحهم، بحسب ما ذكرت الكاتبة مارين ماكينا.

وطرحت الكاتبة مجموعة من الحلول الممكنة لحل الأزمة كنقل النباتات أو استبدالها بأخرى تناسب المناخ الجديد.

وأشارت الكاتبة إلى أن هذه المخاوف القلق ليست جديدة، ففي عام 2019 توقعت اللجنة العالمية للتكيف أن تنخفض المحاصيل الزراعية بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2050، وأن يؤثر على 500 مليون من صغار المزارعين في جميع أنحاء العالم، بسبب المناخ.

 

تأثر المحاصيل

وأثبت العام الفائت هذه التوقعات إذ شهدت المملكة المتحدة وإيرلندا نقصاً في الطماطم بعد أن أدى الطقس البارد الطويل في إسبانيا والمغرب إلى خفض المحاصيل، وارتفع سعر الفاكهة بنسبة 400% في الهند بعد فشل المحاصيل.

وفي يونيو الماضي قال مزارعو البطاطس في إيرلندا الشمالية إن الطقس الجاف أدى إلى عجز في محصولهم بمقدار 4.4 ملايين جنيه إسترليني، كما تركت الأمطار الغزيرة المزارعين في الهند غير قادرين على حصاد الذرة لتغذية الماشية.

وفي سبتمبر الماضي، أعلنت السلطات الزراعية في إسبانيا إن البلاد التي تقود العالم في إنتاج زيت الزيتون، ستشهد محصولا أقل من المعتاد للعام الثاني على التوالي، في حين ذكرت سلطات البيرو التي تعتبر أكبر مصدر للتوت الأزرق في العالم، إن المحصول سيكون نصف حجمه الطبيعي.

وأمام هذه الظروف، رجعت وزارة الزراعة الأميركية خريطة "منطقة صلابة النباتات" لأول مرة منذ 11 عاما، مما يشير إلى أن درجة حرارة مناطق الزراعة في نصف البلاد تقريبا ارتفعت بما يصل إلى خمس درجات فهرنهايت.

ومن جانبه، أوضح جيمس شنابل عالم وراثة النباتات وأستاذ الهندسة الزراعية في جامعة نبراسكا لينكولن، أن "تربية النباتات عملية بطيئة، ويستغرق تطوير وإطلاق صنف جديد من الذرة من 7 إلى 10 سنوات".

وتابع: "لكن نتيجة لتغير المناخ واستنزاف طبقات المياه الجوفية والتغير في السياسات وأسعار السلع الأساسية، فإن البيئة بعد 7 إلى 10 سنوات من الآن ستكون مختلفة تماما، وليس لدينا طريقة للتنبؤ بالأصناف التي ينبغي تطويرها اليوم لمواجهة تلك التحديات في المستقبل".

وبحسب خوان ديفد أربيلايز عالم الحبوب الصغيرة والأستاذ المساعد في جامعة إلينوي؛ فإن "إنتاج الشوفان ينخفض بنحو 1.8 بوشل لكل فدان مقابل كل درجة مئوية، و0.5 رطل لكل بوشل من الوزن الاختباري (البوشل مقياس لمدى ضخامة الحبوب)".

 

الحلول

والبديل لتغيير هذه المحاصيل هو نقلها، وشرح أربيلايز: إن إنتاج الغرب الأوسط من الشوفان كان يشغل أكثر من 47 مليون فدان، والآن تقلص هذا العدد إلى مليونين فقط، فمعظم الشوفان الذي يستهلكه الأميركيون اليوم يُزرع في كندا.

وأوضحت الكاتبة أن أحد الحلول البديلة لترك النباتات تذبل تحت الحرارة والجفاف المتزايدين هو نقلها، وأكدت دراسة نشرت عام 2020 أن نقل المحاصيل يحدث بالفعل، إذ انتقلت محاصيل الذرة والقمح والأرز وفول الصويا نحو الشمال في جميع أنحاء العالم بين عامي 1973 و2012 هروبا من التأثيرات الأكثر ضررا والتي تنجم عن الاحتباس الحراري في مناطق وجودها.

لكن التكيف عن طريق الهجرة له حدود، كما يقول ستيفن ديفيس عالم نظام الأرض والأستاذ بجامعة كاليفورنيا في إيرفين؛ حيث يمكنك مثلا نقل محصول بحثا عن درجات حرارة أقل، ولكن لا يمكنك العثور على الماء الذي يحتاجه للنمو.

وأشارت كاتبة التقرير إلى أنه إذا لم يكن من الممكن نقل المحاصيل، فهناك احتمال آخر يتمثل في العثور على محصول مختلف تماما يملأ نفس المكان ويمكنه التكيف مع ظروف الاحترار بشكل أفضل من المحصول الذي يحل محله.