هل أصبحت البشرية أكثر غباءً بعد جائحة كورونا؟

ميدار.نت - لندن
صحة
كورونا
مؤشرات الذكاء
17 مارس 2024
Cover

ميدار.نت - لندن

نفذ باحث بريطاني دارسة لمعرفة تأثير الإصابة بكورونا على قدرات البشر العقلية، وهل أثرت بالفعل على ذكائهم أو هل زادت غباء البعض؟

وتوصل هامبشاير إلى أن من أفضت إصابتهم إلى دخول العناية المركزة انخفض معدل ذكائهم بالفعل بحوالي 9 نقاط، أما من أُصيبوا بأعراض استمرت لفترة طويلة فانخفض ذكائهم بحوالي 6 نقاط، وحتى من كانت إصابتهم خفيفة تراجع معدل ذكائهم مقارنة بمن لم يُصابوا بعدة نقاط.

وخلصت الدراسة إلى أن الآثار المترتبة على ذلك تعتبر "مخيفة جداً"، وسألت: هل أصبح جزء كبير من العالم أغبى قليلاً؟ ولو أن هذا صحيح، فهل سنتعافى، أم أننا نبالغ في تفسير البيانات التي لا يمكنها توفير إجابة كاملة عن السؤال التي نريدها أن تجيبه؟

ووجدت دراسة هامبشاير، التي شملت أكثر من 100 ألف شخص، تأثيرات إدراكية طويلة الأمد لدى المصابين بكوفيد-19، وكلما اشتدت الإصابة ازداد التدهور الإدراكي.

كما لعب توقيت الإصابة دوراً أيضاً في نتائج الذكاء، إذ تبين أن الإصابة بالسلالة الأصلية ومتحور ألفا سبب تراجعاً أكبر في معدل الذكاء مقارنة بمتحور أوميكرون، وتبين أيضاً أن اللقاحات مفيدة في الوقاية.

وقارن الباحثون القدرات الإدراكية للأشخاص المصابين مع من لم يصابوا أبداً، ولكن من الصعب الخروج بمقارنة لا تشوبها شائبة؛ إذ لا تزال التساؤلات مطروحة حول طبيعة من لم يُصابوا وإن كانوا مختلفين بطبيعتهم.

 

موضع خلاف

وفي حين أن تأثر معدلات الذكاء في الإصابات الشديدة تظهر جلية، لكن التغيرات في معدل الذكاء في الحالات الخفيفة كان محل خلاف بين الخبراء، ولفت بنديكت مايكل، مدير مختبر علم أعصاب العدوى بجامعة ليفربول، إلى ضرورة التركيز على الحالات الخطيرة لفهم الآليات المسببة لضبابية الدماغ قبل تطبيقها على حالات الإصابة الخفيفة.

وأشار مايكل إلى أن أضرار كورونا على المخ التي لوحظت لدى مرضى كوفيد-19 يُحتمل ألا تكون ناجمة بشكل مباشر عن إصابة الفيروس للدماغ بل كنتيجة ثانوية، مثل تأثير الفيروس على الأوعية الدموية وتقليل تدفق الأوكسجين، أو الاستجابة المناعية المسببة للالتهاب في الدماغ. وهذه التأثيرات قد تكون شديدة، ويكون سلوك الدم خلالها مشابهة لسلوك الدم في مرضى إصابات الدماغ الرضية.