مسابقة فوتوغرافية تكشف المخاطر البيئية التي تواجه العالم

Cover

ميدار.نت - دبي

جذبت المسابقة الفوتوغرافية التي نظمتها منصة البث المباشر WaterBear، ومؤسسة "تشارترد" لإدارة المياه والبيئة، بالشراكة مع Nikon، آلاف المشاركات من أكثر من 159 دولة، في نسختها الـ16.

ورغم أهمية الصور ولكنها كشفت حجم الأضرار الهائل التي تواجهها الأرض بسبب التغير المناخي، وربما ما كان صادماً أكثر لمس هذه المشاكل بشكل أوضح في بنغلادش.

فثلاثة مصورين من بنغلادش ربحوا ضمن هذه المسابقة، مقدمين صوراً لا تخطئها العين لمشاكل التغيرات المناخية، في إحدى تلك الصور يظهر قطيع من الجواميس في الأراضي القاحلة وسط الجفاف.

 وفي صورة ثانية يخوض مزارع وأبقاره في مياه الفيضانات، وفي الثالثة يسير أشخاص عبر جسر فوق نهر متعدد الألوان مغطى بالقمامة.

تعاني بنغلاديش من أزمات بيئية حادة، وهي تحتل المرتبة السابعة على المؤشر العالمي لمخاطر المناخ، بناءً على بيانات من عام 2000 إلى عام 2019.

كما أن بنغلاديش عرضة للأعاصير، والفيضانات، وتشير التقديرات إلى نزوح واحد من كل سبعة أشخاص في بنغلاديش بسبب تغير المناخ بحلول عام 2050.

يعتقد المصورون البنغلاديشيون مثل شافيول إسلام أنّه تقع عليهم مسؤولية تسليط الضوء على هذه التهديدات.

والرأي ذاته يؤمن فيه سليمان حسين البالغ من العمر 18 عامًا، الذي التقط صورة لمزارعٍ يبحر بين مياه الفيضانات خلال موسم الرياح الموسمية في منطقة كوشتيا غرب البلاد.

وشهد حسين، الذي نشأ في قريةٍ مجاورة، تغيرات مدمرة على البيئة خلال حياته، وقال تعرضت قريتي لفيضانات وأعاصير متكررة، ما أدى إلى إتلاف المحاصيل وتدمير سُبُل العيش".

 

لماذا بنغلاديش؟

وقال الرئيس التنفيذي لشركة WaterBear، سام سوتاريا، تفسيراً لسبب اختيار ثلاث فائزين من بلد واحد، بأنّ الأمر يرجع إلى علاقة البلاد بقضايا المناخ.

 وتابع: "بنغلاديش مكان لا تمثل فيه أزمة المناخ مفهومًا مجردًا، بل حقيقة قاسية وفورية. ومع الفيضانات المتكررة، وارتفاع منسوب مياه البحر، والظواهر الجوية القاسية، فلا عجب أنهم منخرطون في توثيق هذه التحديات".

وأضاف سوتاريا أنّ مسابقة هذا العام شهدت مشاركات من مناطق أخرى مهددة بشدة أيضًا بتغير المناخ، مثل الهند، والبنغال الغربية، والقارة القطبية الجنوبية، والأرجنتين.

وشرح سوتاريا: "(يثبت الأمر) أنّ المصورين الموجودين في الخطوط الأمامية لهذه الأزمات يستخدمون عدساتهم كقوة من أجل التغيير".

ورأى سوتاريا أنّ الصور الفائزة بمسابقة هذا العام تمثل تحولًا أوسع في التصوير الفوتوغرافي البيئي، فهي تبتعد عن تصوير الطبيعة كجنة لم تمسها يد الإنسان، وتميل إلى توثيق صور تحمل رسالة، وهي الحفاظ على البيئة.

وأكّد سوتاريا: "إنّهم يظهرونها بكل مجدها الخام والرقيق، ويتحدوننا لبذل الجهد، وحمايتها. وتمثل هذه الصور موجةً ديناميكية جديدة في رواية القصص المناخية".