ميدار.نت - واشنطن

لطالما حيرت حلقات كوكب زحل علماء الفلك، وفي الوقت عينه أثارت إعجاب الكثيرين، منذ رصدها للمرة الأولى من خلال التلسكوب.

وفي إطار عمليات البحث نفذ العلماء سلسلة عمليات محاكاة الحاسوبية، كشفت أن اصطداما هائلا بين قمرين جليديين قبل ملايين السنين قد يكون أدى إلى تكوين تلك الحلقات.

عمليات المحاكاة هذه، نفذت باستخدام دقة أعلى بأكثر من 100 مرة من الدراسات السابقة، مما أعطى العلماء أفضل الأفكار حول تاريخ نظام كوكب زحل.

جليد نقي

توجد حلقات زحل اليوم بالقرب من الكوكب ضمن ما يعرف باسم "حد روش" وهو مصطلح يشير الى أدنى مسافة يستطيع فيها قمر أو تابع أن يقاوم جاذبية متبوعة دون أن يتحطم.

وجاءت أحدث قياسات عالية الجودة لزحل من المركبة الفضائية "كاسيني"، التي أمضت 13 عاما في دراسة الكوكب وأنظمته بعد دخولها مدار زحل في عام 2004، ووجدت أن الحلقات عبارة عن جليد نقي تقريبا، تراكم القليل جدا من التلوث الغباري منذ تكوين تلك الحلقات، وبالتالي تكونت خلال الفترة الأخيرة من حياة النظام الشمسي.

أثار ذلك اهتمام علماء من وكالة ناسا، وجامعتي دورهام وغلاسكو، فوضعوا نموذج لما قد تبدو عليه الاصطدامات المختلفة بين الأقمار السابقة.

وشرح فنسنت إيكي، من جامعة دورهام: "اختبرنا فرضية التكوين الأخير لحلقات زحل ووجدنا أن تأثير الأقمار الجليدية قادر على إرسال ما يكفي من المواد بالقرب من زحل لتشكيل الحلقات التي نراها الآن".

إمكانية الحياة

وفي وقت سابق، اكتشف علماء فلك وجود "العناصر المطلوبة لنشوء الحياة"، على القمر "إنسيلادوس"، سادس أكبر الأقمار التابعة لزحل.

وقال العالم المختص في الكواكب بجامعة فراي الألمانية فرانك بوست بيرغ: "وجدنا من ذي قبل أن محيط ذلك القمر غني بعدد من المركبات والمواد العضوية".

لكنه شرح أن "ما هو معروف اليوم، بفضل الدراسة الجديدة، هو اتضاح السمات الكيميائية للكمية الكبيرة من الأملاح الفسفورية داخل الجزيئات الجليدية المتناثرة على القمر".

وأشار العالم إلى أن "هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها علماء من اكتشاف عناصر من هذا القبيل في محيط خارج كوكب الأرض الذي نعيش عليه".

وطالما اهتم علماء الفلك بدراسة القمر التابع لزحل، وقاموا في الآونة الأخيرة بتحليل عناصر جليدية متناثرة جمعت عن طريق بعثة "كاسيني" التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).

&nb