لماذا تدرج اليونسكو سجناً سيء السمعة إلى قائمة التراث العالمي؟

ميدار.نت – يونس آيرس
موسيقى وثقافة
اليونسكو
20 سبتمبر 2023
Cover

ميدار.نت – يونس آيرس

اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة التابعة لليونسكو، مركزاً سرّياً سابقاً للاعتقال والتعذيب خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في الأرجنتين، وأدرجته ضمن لائحة التراث العالمي.

لم يكن احتيار المنظمة -التي تعقد اجتماعاً حالياً في مدينة الرياض- لهذا المكان اعتباطياً، لأن "مدرسة الميكانيكا" سابقاً، التابعة للبحرية الأرجنتينية (ESMA)، تحوّلت إلى متحف للذاكرة في بوينس آيرس.

وقال مدير متحف "ESMA" مايكي جوروسيتو، "إن المتحف يسهم في فهم الأرجنتين وما جرى في هذا البلد، ومن الضروري معرفة ما حدث في الديكتاتورية الأخيرة، إن ذلك يساعدنا على إدراك الأسباب والعواقب. لكنها أيضاً نظرة إلى المستقبل".

وسيطرة الديكتاتورية على البلاد منذ عام 1976وحتى عام 1983، أحدثت خلالها 600 مركز سرّي للاعتقال والتعذيب في البلاد.

وأكد جوروسيتو أن إدراج المتحف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو "يمنحه حماية رمزية ومادية".

أضاف: "ستتحمّل الحكومة مسؤولية التأكيد دولياً على حدوث هذه الحقائق، وسيكون لدى العالم وعي أكبر بضرورة الحفاظ على الذاكرة الجماعية، حتى لا تتكرّر تلك الأحداث مرّة أخرى".

يوجد إجماع اجتماعي قوي في الأرجنتين حول ما حدث خلال فترة الدكتاتورية بفضل الأدلة القانونية.

 في عام 1985، أصبحت الأرجنتين الدولة الوحيدة في أميركا اللاتينية التي تمّت فيها محاكمة حكومة مدنية ضدّ المجلس العسكري التابع لها، وجزء من هذه الشهادة هو ما يظهر في معرض "كونك امرأة" في "ESMA".

 

كونك امرأة

من بين ضحايا هذا المعتقل المخيف، آنا ماريا سوفيانتيني، وكنت يومها في في الـ 25 عاماً من عمرها، سيقت مع طفليها معصوبة العينين إلى مبنى "ESMA".

مكثت هناك لمدّة عام، وتعرّضت للتعذيب من قِبل أفراد من الجيش، وأصبحت قصتها الآن جزءاً من معرض المتحف، بعنوان "كونك امرأة"، الذي انطلق عام 2019، ويستمر ويتّسع مع إضافة المزيد من شهادات الناجين إلى المعرض.

يقدّم معرض "كونك امرأة"، أفلاماً وصوراً فوتوغرافية، وأرشيفاً للشهادات القضائية لأكثر من 130 ناجية عام 1985، "ويسرد قصصاً عن حالات الاغتصاب وغيرها من الانتهاكات المروّعة".

تقول سوفيانتيني، التي تحدثت للمرّة الأولى عندما أدلت بشهادتها في محاكمة عام 1985،"لقد بقيت صامتة لسنوات، فالكلام عمّا حدث هناك كان مؤلماً للغاية، لكننا الآن لن نتوقف عن الدفاع عن الحقيقة والذاكرة والعدالة".

وتابعت: "بعيداً عن كل الموت، أواجه الحياة الآن، إنها محاولتنا للحديث بعد أن نجونا، لإعادة الإعمار معاً والمضي قدماً".

وكانت يومها سوفيانتيني بين 5 آلاف طالب وعامل وناشط مدني تمّ تصنيفهم على أنهم "مخرّبين" أو "شيوعيين"، مرّوا عبر "ESMA"، وواحدة من  200 شخص تمكّنوا من الخروج على قيد الحياة. بعد أن تمّ تخدير آخرين وإسقاطهم في النهر أو المحيط الأطلسي في "رحلات الموت" سيئة السمعة".

كما أن النساء الحوامل أنجبن في المبنى قبل أن يتمّ قتلهن، ويتمّ أخذ أطفالهن وتسليمهم إلى عائلات أخرى تخفي أصولهم.

&nb