لقاح جديد يقدّم وعوداً مشجعة للمصابين بمرض لايم

ميدار.نت - فيلادلفيا
صحة
الطب
اللقاح
تقنية جديدة
أمراض
18 أكتوبر 2023
Cover

ميدار.نت - فيلادلفيا

طوّر علماء في الولايات المتحدة لقاحاً جديداً يهدف إلى حماية الأفراد من مرض لايم، وهو مرض ينتقل عن طريق لدغة القراد الملوث.

وأظهرت الاختبارات التي أُجريت في جامعة بنسلفانيا أن جرعة واحدة من اللقاح التجريبي في الفئران أثارت استجابة مناعية قوية كافية لمكافحة البكتيريا المسببة للمرض.

ويؤثر مرض لايم على حوالي 3000 شخص سنويّاً في المملكة المتحدة، على الرغم من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير وتقترب من 15000 حالة، حيث أن العديد من المصابين لا يبحثون عن المساعدة الطبية بسبب الألم في المفاصل والأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا التي يمكن أن يسببها المرض، وذلك وفقاً لما ذُكر في موقع "ديلي ميل" البريطاني.

 

أسباب المرض

وينجم مرض لايم عن لدغات القراد المصابة ببكتيريا بوريليا بورجدورفيري، وهذه البكتيريا عادةً ما تنتقل عندما يتغذى القراد على حيوانات أخرى، خاصة القوارض، التي تكون مصابة بتلك البكتيريا.

وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع حالات الإصابة بمرض لايم في المملكة المتحدة بنسبة تقرب من عشرة أضعاف منذ عام 2000، ويرجع ذلك جزئياً إلى اعتدال فصول الشتاء التي ساعدت على زيادة نشاط القراد.

وتظهر أعراض مرض لايم عادةً بعد مرور يومين إلى 30 يوم من التعرض للعض، ومن بين العلامات المبكرة تظهر طفح جلدي على شكل نقطة، مما يشير إلى انتقال البكتيريا من القراد إلى جسم الإنسان.

ويمكن وقف انتشار البكتيريا في حالة تلقي العلاج بالمضادات الحيوية فوراً، ومع ذلك، الكثيرون لا يشعرون بالعض لأن القراد صغير جداً.

وفي حال تركت العدوى دون علاج، فإنها قد تؤدي إلى مشاكل عصبية وأعراض مثل تنميل الأطراف، والتعب المزمن، وفقدان الذاكرة، وصعوبة التركيز، واضطرابات ضربات القلب.

 

التقنية الجديدة

ويستخدم اللقاح الجديد تقنية mRNA لتوجيه الجهاز المناعي لإنتاج بروتين معين يجعل الجسم مستعدًا لمواجهة البكتيريا إذا تم التعرض لها لاحقاً.

وتعد هذه التقنية أسرع وأكثر كفاءة في التصنيع من اللقاحات التقليدية ولا تتضمن استخدام الفيروسات الحية.

ويحتوي اللقاح على مادة وراثية من بروتين يسمى OspA الذي يوجد في البكتيريا المسببة للمرض.

وهذا يجعل اللقاح فعالاً ضد جميع سلالات بوريليا بورجدورفيري، التي يوجد منها عدة سلالات.

وأظهرت عينات الدم من الفئران الملقحة أنها لا تزال تحمل مستويات عالية من الحماية بعد 6 أشهر من تلقي جرعة واحدة فقط، وهذا وفقاً لنتائج نشرت في مجلة "Cell Press" في أغسطس.

ويأمل الباحثون الآن في توسيع التجارب لتشمل البشر، بينما تقوم شركة "موديرنا" بجمع متطوعين لتجربة لقاح mRNA الخاص بها لمرض لايم، مع متوقع الحصول على نتائج أولية في عام 2026.

وتعمل شركة "فايزر" على تطوير لقاح آخر باستخدام طرق تقليدية، ومن المتوقع أن يكون متاحاً في السنوات الثلاث المقبلة.

ويُظهر اللقاح الجديد وعوداً مشجعة في مكافحة مرض لايم، ومن المهم الآن ترجمة هذه النتائج إلى لقاح للاستخدام البشري.