ميدار.نت - أجاكسيو

يختبر دار لرعاية ذوي الطيف التوحديّ في مدينة أجاكسيو، عاصمة كورسيكا، وسيلة علاج جديدة مخصصة للمصابين بهذا الاضطراب.

المشروع عبارة عن «كرسيّ حاضن» اسمه «أوتو»، صممته الفرنسية أليكسيا أودران وحصل على عدد من الجوائز، من بينها جائزتا «هانديتِك تروفي» عام 2023 و«جيمس دايسون» عام 2021.

وأوضحت أخصائية علم النفس العصبي في الدار جولي لو بير أن الكرسي يعتمد طريقة مصدرها البروفيسورة الشهيرة تمبل غراندين التي ابتكرت هذه الآلة لنفسها، إذ كانت تعاني اضطرابات وتحتاج إلى احتضانها بقوة لتقليل القلق.

وشرحت أن الآلة اختُبِرَت على النزلاء العشرة الدائمين في دار الرعاية، «واستحسنها ثمانية منهم»، ولفتت إلى أن «الفوائد يمكن أن تستمر ساعات عدة» بعد جلسات قصيرة نسبياً لا تتجاوز مدتها 20 دقيقة، تُكرر مرات عدة خلال الأسبوع.

وأكدت لو بير إن «الأشخاص الذين يستخدمونها لا يتمتعون بالقدرة على التعبير بأنفسهم عن رضاهم، لكنّ تأثيرها الجسدي عليهم يكون ملحوظاً، مع انخفاض الأنماط السلوكية المتكررة والانفعالات واسترخاء الجسم».

وتأمل الأخصائية في «تراجع المشكلات السلوكية والانفعالات عند الانتهاء من مرحلة الاختبار والتوصل إلى معرفة الوقت المناسب للجلسات ووتيرتها ومدتها الفضلى».

 ورجّحت أن يكون هذا الكرسيّ مفيداً أيضاً لعدد من اضطرابات النمو العصبي الأخرى.

آثار إيجابية

ومن جانبها، قالت المعلمة المتخصصة يونا وولف بعد بدئها جلسة مدتها 20 دقيقة لكزافييه (34 عاماً)، وهو نزيل في دار الرعاية يعاني اضطراب طيف توحد حاداً «نلاحظ آثاراً إيجابية حقيقية على وجهه الذي يسترخي وتهدئة فعلية».

وبواسطة جهاز تحكُّم مِن بُعد، شغّلت المعلّمة أدوات ضغط على الفخذين والكتفين، مما جعل كزافييه يسترخي تدريجاً.

وأوضحت وولف أن كزافييه «يحب ذلك، إذ يهدّئه في لحظات توتره الحسّي، وفي الوقت نفسه، إنها لحظة من المتعة، لأن هذا الضغط العميق يستهويه»، وشرحت أن قلق الشاب الثلاثيني يمكن أن يتجلى من خلال «الرفرفة» (التلويح باليدين) والقفز وترداد أصوات بنبرة رتيبة.

ويصاب باضطرابات طيف التوحد ما بين 0.9 % و1.2% من المواليد، أي نحو 7500 طفل كل سنة، بحسب وزارة الصحة الفرنسية. وتشير تقديرات الهيئة العليا للصحة بأن نحو 100 ألف شاب تحت العشرين ونحو 600 ألف بالغ مصابون بالتوحد في فرنسا.