كتاب مصري قديم بملايين الدولارات.. فما قصته؟

ميدار.نت - لندن
موسيقى وثقافة
مصر
مزاد
03 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت - لندن

"بمبلغ يتراوح بين 2.6 إلى 3.8 مليون دولار"، هذا السعر الذي قدرته دار كريستي للمزادات كسعر تقديري لكتاب مصري قديم من المقرر بيعه في يونيو المقبل.

ويعود الكتاب إلى فجر المسيحية ويعتبر من أقدم الكتب الموجودة في العالم، وهو مكتوب باللغة القبطية على ورق بردي، يرجع تاريخه تقريبا إلى الفترة ما بين 250 إلى 350 ميلادية وكتب في أحد أقدم الأديرة المسيحية.

ويضم هذا الكتاب، 104 صفحات، في 52 ورقة، كاتب واحد على مدى 40 عاما في أحد الأديرة بصعيد مصر واحتفظ به خلف زجاج شبكي، وتحوي المخطوطة المعروفة باسم "كروسبي شوين"، رسالة بطرس الأولى وسفر يونان.

وقال يوجينيو دونادوني، كبير المختصين في مخطوطات العصور الوسطى وعصر النهضة في دار كريستي: "صحيح أنه في تلك الفترة الانتقالية.. بدأ ورق البردي يأخذ شكل المخطوطات.. ومن ثم الكتب التي نعرفها اليوم. وما لدينا هو أقدم نصوص معروفة للكتابين المقدسين".

وفسر دونادوني سبب الحفاظ على المخطوطة إلى المناخ الجاف في مصر، مضيفا أنه لم يبق حتى يومنا هذا سوى عدد قليل من الكتب التي تعود للقرنين الثالث والرابع.

وأضاف "كل المخطوطات المسيحية التي توفرت لدينا في القرن العشرين وفي نهاية القرن التاسع عشر تتركز في مصر بسبب تلك الظروف المناخية الدقيقة للغاية".

 

رحلة المخطوطة

يذكر أن المخطوطة اكتشفت في مصر خلال خمسينيات القرن الماضي وحازتها جامعة مسيسيبي حيث احتفظت بها حتى عام 1981.

ولاحقاً حصل جامع المخطوطات النرويجي مارتن شوين في عام 1988 على المخطوطة، ويقوم الآن ببيعها بمزاد علني مع بعض المعالم البارزة الأخرى لمجموعة شوين الخاصة به، وهي واحدة من أكبر مجموعات المخطوطات الخاصة في العالم.

وقبل وصول المخطوطة للمحطة الأخيرة في بريطانيا، تُعرض في صالة كريستي نيويورك من الثاني حتى التاسع من أبريل، لتُباع في مزاد علني بلندن يوم 11 يونيو.

يذكر أن اللغة القبطية تعد آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، وصمدت أمام الاحتلال البطلمي عام 323 ق.م - 30 ق.م، الذي جعل اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية لمصر، حيث بقيت القبطية لغة الشعب.

كما مثّلت اللغة القبطية عائقا أمام الحكام العرب للتفاهم مع أهل مصر، لذلك أصدر والي مصر عبدالله بن عبدالملك، مرسوم تعريب الدواوين عام 706م، لتكون لغة الدواوين الرسمية في المراسلات، وفي عام 849 م أصدر الخليفة المتوكل منشورا يدعو فيه أن يتعلم اليهود والنصارى اللغة العربية، ولكن الشعب المصري استمر في التحدث باللغة القبطية فيما بينهم وفي حياتهم اليومية.

 وفي القرن الـ11 الميلادي، أمر الحاكم بأمر الله بمنع استخدام اللغة القبطية في الطرق والمنازل، ومع حلول القرن الـ12 الميلادي أصبح الشعب المصري يعرف اللغة العربية والقبطية على السواء، حيث بدأت اللغة العربية في الانتشار لتحل تدريجيا مكان القبطية.