ميدار.نت - برلين

تفكر بلدية برلين في إهداء فيلا ضخمة، موجودة في الريف المحيط بالعاصمة الألمانية، تشغل مساحة شاسعة تبلغ 17 هكتاراً بمحاذاة بحيرة.

حتى أن وزير المال شتيفان إيفرز، قال خلال جلسة للحكومة المحلية الخميس الفائت: "أهب الأرض لأي شخص يرغب في الاهتمام بها، إنها هدية من برلين"، وأضاف أن العقار يقع على بعد نحو 40 كيلومتراً من برلين في ولاية براندنبورغ، لكن لا سلطات هذه المنطقة ولا الحكومة تبديان اهتماماً بمثل هذه "الهدية السخية".

ويرجع سبب هذا الإهداء السخي، لكون الفيلا ترجع بملكيتها إلى وزير الدعاية السياسية في عهد النازيين يوزف غوبلز، وهي تتطلب صيانة مكلفة كما يصعب بيعها أو هدمها، ما جعل المكان عبئاً على بلدية برلين.

وفي ظل عدم وجود أي مشتر أو جهة داعمة، تفكر سلطات برلين في هدم العقار وتجديد الأرض، لأن تكاليف الأمن والصيانة السنوية تصل إلى الملايين، ولكن هذه الخطوة تستلزم شطب صفة "معلم تاريخي" عن المباني.

كما أن صندوق برلين العقاري تراجع عام 2016، عن بيع "فيلا غوبلز" خوفاً من أن تستحوذ عليها جهات ليست أهلاً بها، أو أن "تصبح مكاناً رمزياً للنازيين".

تفاصيل البناء

اشترى يوزف غوبلز الأرض عام 1936، وبُني عليها بيت ضخم بتمويل من "يونيفيرسال فيلم" UFA، وهي شركة إنتاج سينمائي ضخمة كان يرأسها غوبلز.

واختار للمبنى تصميماً على شكل حرف "U، وهي تضم قاعة سينما خاصة وغرف معيشة واسعة مطلة على بحيرة بوغنسي، حيث كان غوبلز يستقبل نجوماً وشخصيات وعشيقات.

عاش غوبلز، وهو أحد أقرب حلفاء أدولف هتلر، في هذا البناء الضخم مع زوجته وأبنائه الستة، وبعد الحرب، تم تحول الموقع لفترة وجيزة إلى مستشفى، ثم استولى عليه جناح الشباب في الحزب الشيوعي في ألمانيا الشرقية، الذي قام ببناء مركز تدريب، يضم العديد من المباني السكنية.

وعاد غوبلز إلى برلين في المرحلة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية. وانتحر مع زوجته وابنائهما بكبسولات السيانيد في مخبأ هتلر عندما اقتربت القوات السوفيتية.

وبعد إعادة توحيد ألمانيا عام 1990، عادت ملكية الموقع إلى ولاية برلين. ومع ذلك، لم تجد المدينة أي فائدة منه، فأصبح الموقع نقطة توقف للمسافرين نهاراً الذين يمكنهم شق طريقهم عبر الأراضي التي نمت بها الحشائش والأعشاب والنظر من خلال نوافذ الفيلا الممتدة من الأرض حتى السقف.

&nb