غرسات دماغية مبتكرة تعيد الأمل بالحركة لمرضى الشلل الرباعي

ميدار.نت - أمستردام
صحة
الزراعة
الشلل الرباعي
الشلل
الدماغ
28 سبتمبر 2023
Cover

ميدار.نت - أمستردام

أعلنت شركة "أونوورد" الهولندية، أمس الأربعاء، عن إجراء اختبارات رائدة للمرة الأولى، تجمع بين زراعة دماغية متقدمة وزراعة تحفيز الحبل الشوكي، بهدف تمكين مرضى الشلل الرباعي من استعادة حركة أذرعهم وأيديهم وأصابعهم من خلال التفكير.

وأظهر الجمع بين هاتين التقنيتين، سابقاً، نجاحاً في استعادة التحكم بالمشي لدى مريض مصاب بالشلل نصفي من خلال التفكير.

 

توسع في استخدام التقنية

وقامت مجلة "نيتشر" العلمية بنشر هذا التقدم في مقالها في مايو الماضي، إلا أن هذه المرة تم استخدام هذه التقنية المزدوجة لأجزاء الجسم العليا لأول مرة.

وأوضحت الجرّاحة جوسلين بلوك التي أجرت هذه العمليات أن تحريك الذراع أمر أكثر تعقيداً بكثير من التحكم بالساق.

وعلى الرغم من عدم وجود مشكلة التوازن التي تواجه الأرجل، إلا أن التحدي يكمن في تنفيذ الحركات الدقيقة للأيدي والأصابع، حيث تحتاج العضلات الدقيقة في اليد إلى تنشيط متزامن لأداء بعض الحركات.

وأُجريت هذه العمليات في مركز فود الاستشفائي الجامعي في مدينة لوزان السويسرية لمريض سويسري في العقد الخامس عانى من فقدان القدرة على استخدام ذراعيه بعد حادثة سقوط.

وتم زرع غرسة دماغية صغيرة فوق الدماغ بقطر بضعة سنتيمترات، في العملية الأولى، وصممتها منظمة "سي أوز آ- كليناتك" الفرنسية.

واستهدفت العملية الثانية وضع أقطاب كهربائية تم تطويرها بواسطة "أونوورد" على مستوى الحبل العنقي، وتوصلت هذه الأقطاب بجهاز صغير زُرع في البطن.

 

الجسر الرقمي

الغرسة الدماغية المسمّاة "واجهة الدماغ والآلة" تسجل مناطق الدماغ التي تُنشّط عند تفكير المريض في حركة ما، وتوصل هذه المناطق بالأقطاب الكهربائية لتشكيل نوعاً من "الجسر الرقمي".

وأكّدت جوسلين بلوك، المشاركة في تأسيس شركة "أونوورد" ومستشارة لها، أن النتائج إيجابية حتى الآن، وأضافت أنه من المبكر الحديث عن الإنجازات الحالية وإمكانياتها.

ويخضع المريض حاليّاً لتدريبات للتأكد من قدرة الغرسة الدماغية على تعرف الحركات المختلفة المرغوبة، وسيتعين بعد ذلك تكرار تلك الحركات غير المسجلة مراراً وتكراراً حتى تصبح طبيعية.

ومن المتوقع أن تستغرق هذه العملية بضعة أشهر.

وينتظر مريضان آخران المشاركة في هذه التجربة، ومن المقرر نشر النتائج الكاملة في وقت لاحق.

ويُذكر أن تحفيز الحبل الشوكي تم استخدامه في الماضي بنجاح لاستعادة حركة الأذرع لدى مرضى الشلل، ولكن لم يتم الجمع بينه وبين زرع دماغي بهذا الشكل السابق.

واستخدمت الغرسات الدماغية سابقاً لتمكين المرضى من التحكم في هياكل خارجية اصطناعية.

وأكد رئيس شركة "أونوورد"، ديف مارفر، أنها تسعى لإعادة الحركة من خلال تحفيز الحبل الشوكي مع الزرع الدماغي، ويتوقع طرح هذه التكنولوجيا في السوق بحلول نهاية هذا العقد.

ويشهد قطاع الغرسات الدماغية ازدهاراً ومن بين الشركات الرائدة في هذا المجال تشمل "سينكرون" و"نيورالينك"، وهما تعملان بشكل خاص على تمكين مرضى الشلل من التحكم في أجهزة الكمبيوتر بوساطة العقل، مما يسمح لهم باستعادة القدرة على الكتابة وغيرها من الحركات اليومية.