عناصر جديدة تؤكد إمكانية الحياة في القمر الجليدي لكوكب زحل

ميدار.نت - دبي
القمر
زحل
16 ديسمبر 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

اكتشف العلماء عناصر رئيسية جديدة تؤكد أكثر فأكثر قابلية الحياة في القمر الجليدي لكوكب زحل "إنسيلادوس".

ويشكل القمر الصغير كرة بيضاء يبلغ قطرها 250 كيلومتراً مع سطح يبدو كأنه مخطّط بندوب، ويدور حول زحل، سادس الكواكب بُعداً عن الشمس، وقد يكون القمر "قابلاً للحياة" غير متعلق بالبشر؛ لأنّ درجة حرارة سطحه تبلغ 200 درجة مئوية في المتوسط.

وربما تكون درجة الحرارة أعلى بكثير في أعماق المحيط التي يتخيّل العلماء أنها تحوي فتحات للطاقة الحرارية الأرضية، وربما تتيح هذه الأنواع من المداخن تسرّب الغازات المحترقة من باطن القمر، على غرار تلك التي رُصدت في "المدينة المفقودة"، وهي منطقة عميقة في المحيط الأطلسي تحوي فتحات توفّر الطاقة اللازمة للتفاعلات الكيميائية.

 

مسبار "كاسيني"

المعلومات استقاها العلماء من مسبار "كاسيني" الذي حلّق بجوار القمر مرات عدة خلال مهمته إلى زحل بين عامي 2004 و2017، والذي كشف لهم وجود محيط شاسع من المياه المالحة تحت طبقة سميكة من الجليد، بالإضافة لفوارات من بخار الماء تتدفق من شقوق يحويها هذا السطح الجليدي.

ورصد المسبار أيضاً وجوداً للملح وعناصر عضوية والميثان وثاني أكسيد الكربون، واستمر تحليل البيانات التي سجلها المسبار بعد مدة طويلة من نهاية المهمة، على غرار الإعلان خلال الصيف الماضي، عن رصد الفوسفور، وهو عنصر أساسي آخر للحياة.

 

عنصر جديد

وحدد فريق من جامعة هارفارد مؤخراً وجود سيانيد الهيدروجين، وقال عالم الفيزياء الحيوية الأميركي والمعدّ الرئيسي للدراسة جونا بيتر: "إنه عنصر أساسي في عملية تكوين جزيئات أكثر تعقيداً، مثل الأحماض الأمينية أو السكريات التي تُعدّ رئيسية لإمكانية ظهور الحياة".

ومن جانبها أكدت أثينا كوستينيس، وهي عالمة فيزياء فلكية وعالمة كواكب في مرصد "باريس-مودون بي إس إل" ولم تشارك في الدراسة، أنّ أهمية المعطى الجديد تكمن في هذا الجزيء، لأنّه يشكل "مكوّناً لكيمياء عضوية أكثر تعقيداً في حال التحدث عن شروط قابلية للحياة".

وشكّل اكتشاف الهيدروجين في أعمدة إنسيلادوس والذي أُعلن عام 2017، دليلاً على وجود نشاط حراري مائي.

وقال بيتر: "يُحتمل بصورة كبيرة أن تكون عيّنة المواد التي جمعها مسبار (كاسيني) متأتية من المحيط الموجود تحت سطح" إنسيلادوس.

ويعزز العنصر الجديد الذي اكتشفه فريق "هارفارد" الاهتمام بالقمر الصغير لكوكب زحل.

وقالت كوستينيس إنه "يجمع تقريباً كل الظروف التي تمكّنه من أن يكون قابلاً للسكن: السائل، ومصادر الطاقة، والعناصر الغذائية -وهي العناصر الأساسية للكيمياء العضوية - بالإضافة إلى بيئة مستقرة"، ومثله أيضاً تيتان، وهو قمر آخر تابع لزحل، وقمرا المشتري، أوروبا وجانيميد.

&nb