سلبتها قبل 150 سنة.. بريطانيا تُعير غانا آثارها

ميدار.نت – كوماسي
موسيقى وثقافة
21 أبريل 2024
Cover

ميدار.نت – كوماسي

بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لأوتومفوو أوسي توتو الثاني، ملك أشانتي، والذي يستمر طوال العام، قررت بريطانيا إعادة بعض القطع الأثرية المنهوبة إلى موطنها الأصلي غانا ولكن بشرط إعادتها بعد ستة سنوات.

وتعود القطع الأثرية إلى متحفين بريطانيين ويبلغ عددها 32 قطعة ذهبية وفضية، نُهبت من مملكة أشانتي قبل أكثر من 150 عاماً، خلال مواجهات وقعت في القرن التاسع عشر بين البريطانيين وشعب أشانتي النافذ آنذاك.

ويرجع خمس عشرة قطعة منها إلى المتحف البريطاني («بريتش ميوزيم») و17 أخرى من متحف فيكتوريا وألبرت (V&A).

ووصلت هذه القطع الثمينة، إلى غانا يوم الأربعاء الفائت، ومن المقرر عرضها اعتباراً من الأول من مايو في متحف قصر مانهيا في مدينة كوماسي، وأوضح إيفور أجيمان دوا، مستشار الملك الذي تفاوض على إعادة القطع، أنها تُعار للقصر لمدة أقصاها ست سنوات.

وتابع أجيمان دوا: «هذه القطع الأثرية الثمينة، التي لها أهمية ثقافية وروحية هائلة لشعب أشانتي، موجودة هنا بموجب اتفاق إعارة لفترة أولية مدتها ثلاث سنوات قابلة للتجديد لمدة ثلاث سنوات أخرى».

وأضاف: «هذه لحظة مهمة في جهودنا لاستعادة تراثنا والحفاظ عليه، كما أن ذلك ينمّي الشعور بالفخر والارتباط بتاريخنا الغني».

وتأتي هذه الإعادة في ظل تزايد الضغط الدولي على المتاحف والمؤسسات الأوروبية والأمريكية لتعيد إلى الدول الإفريقية القطع الفنية المنهوبة من القوى الاستعمارية السابقة، بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.

 

إعادة دائمة

وفي فبراير، أعاد متحف فاولر في جامعة كاليفورنيا سبع قطع ملكية إلى الملك أوتومفوو أوسي توتو الثاني، بشكل دائم، وستُعرض إلى جانب تلك المعارة من المتحفين البريطانيين.

وتتفاوض نيجيريا أيضاً على إعادة آلاف القطع المعدنية التي يعود تاريخها إلى القرنين السادس عشر والثامن عشر، والتي نُهبت من مملكة بنين القديمة وتحتفظ بها حالياً متاحف وجامعو أعمال فنية في الولايات المتحدة وأوروبا.

في عام 2021، أعادت فرنسا إلى بنين 26 قطعة وعملاً فنياً سرقتها القوات الاستعمارية عام 1892 أثناء نهب أبومي.

يذكر أن شعب الأشانتي أسس إمبراطورية الأشانتي على طول شواطئ بحيرة فولتا وخليج غينيا. تأسست الإمبراطورية عام 1670، وتأسست العاصمة كوماسي عام 1680 على يد أوسي كوفي توتو الأول  بناءً على نصيحة رئيس وزراءه أوكومفو أنوكي .

 ولعب موقع كوماسي الاستراتيجي دورًا محوريًا في توسعها نظرًا لموقعها الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى. طوال فترة وجودها، ساهمت عوامل مختلفة في تحويل كوماسي إلى مركز للسلطة المالية والسياسية، وشملت العوامل الرئيسية الولاء المطلق لحكام أشانتي والثروة المتزايدة لمدينة كوماسي المستمدة جزئيًا من التجارة المحلية المربحة في العاصمة في سلع مثل الذهب والعبيد والسبائك.