بعضها تنقل في 3 قارات وانتهى بالحرق.. أي مصير يواجه ملابس المتبرعين؟

ميدار.نت - دبي
اقتصاد التدوير
23 يوليو 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

صدمة كبيرة لناشطي البيئة والمنادين بإعادة تدوير الملابس، فالشركات الكبرى التي تستقبل الملابس المستعملة تقوم بشحنها لتصل لأماكن بعيدة في العالم، وتنتهي غالباً بالحرق أو الإرسال إلى مقالب النفايات المفتوحة، وبعضها تنقل في 4 مناطق زمنية مختلفة و3 قارات.

وذكرت صحيفة The Sunday Times البريطانية، أن نشطاء تعقبوا تنورة وقميصاً، وذلك من خلال العلامات الإلكترونية التي تُحاك في بطانة الملابس.

 سلم النشطاء الملابس إلى أحد متاجر "إتش آند إم" في لندن، ووجدوا أنها وصلت إلى ضواحي باماكو، عاصمة مالي، الواقعة في غرب إفريقيا، في رحلة طولها 24140 كيلومتراً.

ولم تكن الرحلة مباشرة، إذ نُقلتا أولاً إلى وارويكشاير، ثم إلى ساوثهامبتون، وأبحرتا على حدةٍ إلى الإمارات، ثم السنغال، قبل أن تُنقلا براً إلى مالي، التي يعيش ثُلثا سكانها في فقر.

وتُشير الصحيفة البريطانية إلى أن الإعلان عن تفاصيل تلك الرحلة جاء بعد تحقيق استمر عاماً، وأجرته مؤسسة  Changing Markets، المعنية بمناصرة حملات الاستدامة.

وقال النشطاء إن بعض البلدان الأكثر فقراً في العالم تغمرها أزياء الموضة السريعة من الغرب، لكن هذه البلدان لا تملك وسائل إعادة التدوير وأدوات التخلص من القطع غير المباعة.

وذكرت المؤسسة "إذا كان مصير القطع التي تعقبناها عينة ممثلة لما يحدث في سوق الملابس المستعملة والمُتبرع بها، فإننا نواجه مشكلة جسيمة بالفعل".

 

تطبيق Find My

ولتحقيق هذا البحث الاستقصائي، قام باحثون من المجموعة بربط تطبيق "فايند مي" Find My، من آيفون، بأجهزة تتبع بالملابس، ثم تعقبوها على مدار عدة أشهر، فتبيَّن لهم أن بعض هذه القطع تنقل في 4 مناطق زمنية مختلفة و3 قارات.

أخفت المؤسسة علامات التتبع في 10 قطع ملابس، وضعت الملابس في صناديق التجميع الخاصة بتجار التجزئة في لندن، وسلمت مؤسسات خيرية وشركات إعادة تدوير 11 قطعة أخرى من متاجر في بلجيكا وألمانيا وفرنسا.

 

أوقفوا الهدر الاستعماري

وأطلقت مؤسسة Orفي غانا، مجموعة حملات بيئية عنوانها "أوقفوا الهدر الاستعماري"، وحثَّت فيها الدول والمنتجين على إرسال الأموال بملابسهم المستعملة، حتى يتمكن المتسلّمون من إقامة البنية التحتية اللازمة للتخلص من النفايات.

وقال برانسون سكينر، الشريك المؤسس بمجموعة Or: "إنه لَأمر سخيف أن نظن أنه في الوقت الذي يشق فيه على دولة من دول مجموعة السبع، تدوير نفايات المنسوجات بها، فإن دولة من أفقر دول العالم ستكون أحسن قدرة على  ذلك".

أضاف سكينر: "كما أنه من قبيل العبث والنزعة الاستعمارية أن نعتقد أنه إذا لم يكن الثوب جيداً بما يكفي للمتبرِّع، فإنه لا بد أنه جيد بما يكفي لشخص آخر" في مكان ما بالعالم.

&nb