ميدار.نت - الرباط

انتشرت في الأيام الماضية، وبعيد وقوع زلزال المغرب العنيف، صوراً ومقاطع فيديو أظهرت حدوث وميض في السماء قبل وقوع الزلزال يوم 8 سبتمبر بقوة 6.8 درجة.

وأعادت هذه المشاهد إلى الذاكرة أمراً مشابهاً انتشر في فترة الزلزال العنيف الذي أصاب تركيا وسورية، وذهب البعض إلى الحديث عن أن هذا "زلزال مفتعل" أو مقصود بفعل البشر.

يمكن أن تتخذ أضواء الزلازل عدة أشكال وألوان مختلفة، أحياناً تبدو أضواء الزلازل مثل البرق المعتاد في السماء أو تكون مثل الشفق القطبي، أو يشبه الكرات المتوهجة في الجو أو حتى مثل ألسنة اللهب التي تومض أو تزحف أو تخرج على طول الأرض.

ويسمى الوميض الأزرق أو الضوء الأزرق بـ الوميض البركاني أو البرق الزلزالي، لتزامن حدوثه مع الزلزال، وهو ما يعتبر ظاهرة عابرة تحدث عند كسر الصفائح والطبقات الصخرية.

سبب الوميض

من جانبه شرح جون دير، عالم الجيوفيزياء المتقاعد الذي كان يعمل في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أنه لا يوجد إجماع على حول أسباب هذا الضوء أو الوميض، لكنها ظاهرة حقيقية تتكرر عند وقوع الزلازل بالفعل.

السبب الدقيق لأضواء الزلازل غير معروف، ولكن هناك العديد من النظريات التي تحاول إيجاد تفسير لها.

 إحدى النظريات هي أن أضواء الزلزال ناتجة عن احتكاك الصخور ببعضها البعض أثناء تحركها خلال الزلزال، ويمكن أن يؤدي هذا الاحتكاك إلى توليد كهرباء ساكنة، والتي يمكن بعد ذلك تفريغها على شكل ضوء.

وقال العلماء، إن ظاهرة الوميض الأزرق، تحدث عندما تنكسر الصفائح أو الطبقات الصخرية في الأرض، حيث إن هذا الكسر يحدث عند الاحتكاك الشديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، وذلك عندما يكون الاحتكاك على مسافة بعيدة تتراوح من 3 إلى 6 متر.

أشار العلماء إلى أن الاحتكاك يزداد، عندما يحدث الكسر في الصخور الصلبة، وهو ما ينتج عنها حرارة عالية، ومن ثم الوميض، كما يتم سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذا الكسر، بالتزامن مع ظهور الوميض في السماء.

أحداث سابقة

وبحسب ورقة بحثية نشرت عام 2014 في مجلة Seismological Research Letters، تركزت على دراسة الزلازل التي تزيد قوتها عن 5 درجات بمقياس ريختر، لاحظ الباحثون أن هذه الظاهرة تحدث قبل وقت قصير من وقوع الزلزال أو أثناءه، وكانت مرئية على بعد 600 كيلومتر (372.8 ميل) من مركز الزلزال في 80% تقريباً من الحالات.

في 12 نوفمبر 1988، على سبيل المثال، أبلغ الناس عن ظهور كرة من الضوء أرجوانية وردية ساطعة على طول نهر سانت لورانس في منطقة كيبيك الكندية، قبل 11 يوماً من وقوع زلزال قوي.

 وفي بيسكو البيروفية، كانت الأضواء عبارة عن ومضات ساطعة أضاءت السماء، تم التقاطها في فيديو كاميرا أمنية قبل زلزال بقوة 8.0 درجة في عام 2007. وقبل زلزال عام 2009 في لاكويلا، إيطاليا، شوهدت لهيب ضوء يومض فوق أحد الشوارع.

&nb