بريطانيون يتخلون عن علاج الأسنان بسبب ارتفاع التكلفة

Cover

ميدار.نت - لندن

تحول علاج الأسنان لأشبه بالمعاناة في بريطانيا، بعدما انفصل عدد كبير من الأطباء عن هيئة الخدمات الصحية الوطنية لصالح مؤسسات الرعاية الخاصة، الأكثر ربحية والأعلى كلفة.

وبسبب هذه الظروف أصبح العثور في المملكة المتحدة على طبيب أسنان يتقاضى التعرفة العامة مهمة شبه مستحيلة، ما دفع بعضهم للجوء إلى القطاع الخاص في حال كانوا قادرين على تحمّل تكاليفه، أو الاستغناء عن الرعاية الطبية حتى لو كانت ضرورية.

ويرتبط البريطانيون ارتباطا قويا بهيئة الخدمات الصحية الوطنية التي تسمح لهم، مهما كان دخلهم، بتلقي المراقبة الطبية والعلاج مجانا، أو في حالة رعاية الأسنان بأسعار منخفضة. ولكن بحسب دراسة أجرتها جمعية طب الأسنان البريطانية في عام 2022، فإن 90% من أطباء الأسنان لم يعودوا يقبلون مرضى جددا بالأسعار العامة.

وأورد تقرير برلماني، أن ما يزيد قليلا على 70% من الأطباء يقدمون علاجات في إطار هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وأحيانا بكميات صغيرة جدا.

وقالت النائب العمالية آشلي دالتون، في أوائل يناير أمام البرلمان: "في عام 2024، سيكون شراء تذكرة لحضور حفلة موسيقية لتايلور سويفت أسهل من الحصول على موعد مع طبيب أسنان متعاقد مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

ومنذ أشهر، يكافح داني وايت، وهو أب عاطل عن العمل، من أجل إيجاد طبيب أسنان لنفسه ولزوجته التي تعاني من خراجات متكررة، وابنتيه اللتين لدى إحداهما سن تنمو خلف أسنانها اللبنية، والأخرى تحتاج إلى جهاز تقويم أسنان.

وقال وايت: "إنه كابوس مطلق.. إذ نحاول باستمرار الحصول على موعد" للابنة الصغرى، لكن العيادات الثلاث في المدينة "ألغت كلها تسجيل مرضاها في هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، وباتت تقدم الرعاية الخاصة فقط.

وشرح الرجل، أن الخدمة الخاصة ستكلفهم 400 جنيه إسترليني (507 دولارات)، فقط للاستشارة الأولى (لجميع أفراد الأسرة)، من دون أي علاج.

وتضجّ وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بشهادات أشخاص اضطروا للسفر مئات الكيلومترات لإيجاد طبيب أسنان، أو اقترضوا مبالغ مالية لدفع تكاليف العلاج، بينما يتحدث آخرون عن استغلال وجودهم في الخارج من أجل خلع الأسنان.

 

بلا أسنان في إنكلترا

وقال مارك جونز، وهو مستشار أمني أطلق قبل 3 سنوات حملة "بلا أسنان في إنكلترا": ثمة أشخاص ينتهي بهم الأمر في المستشفى بسبب جرعات زائدة من مسكنات الألم، ويموت بعضهم بسبب تسمم الدم جرّاء خرّاج أو سرطان غير مشخص في الفم.

ويوضح غاضبا: "بعض الناس يخلعون أسنانهم بأنفسهم"، كما حدث أثناء الحجر الصحي خلال جائحة كوفيد-19 التي شهدت تنامي ظاهرة "طب الأسنان المنزلي".

&nb